طرق تحميل كتابة المقال الفلسفي

طرق تحميل كتابة المقال الفلسفي :
إن المقالات عندنا، ما تزال تتمسك ببعض الطرائق المنهجية دون غيرها، ولا تنفتح على الجديد والتغير، وكأن ما سطر لها، هو المنهج الأصل، والقول الفصل. لقد أصبحت مقالاتنا تزُجُّ بنفسها، في عالم التحجر، لتكون فريسة للآليات، ومصدرَ تصلبِ ذهنيات ضيقة جدا. وعليه، فإن المقاربة بالكفاءات تبيح لنا تفعيل بعض الطرائق وتبنيِّ أخرى، وفتح المجال للمبادرات الشخصية. ومن هنا وفي هذا السياق الجديد، نقدم ست طرائق، الخمس الأولى تناسب الموضوعين: السؤال المشكل والوضعية الحل مشكلة؛ والسادسة خاصة بالنص المشكل، وهي كما يأتي:

• الشرح مفصل طريقة الجدلية ،
• شرح مفصل طريقة المقارنة ،
• الشرح مفصل طريقة الاستقصائية :
- الاستقصاء بالوضع ؛
- الاستقصاء بالرفع ؛
- الاستقصاء الحر ،
• وشرح مفصل طريقة المعالجة الخاصة بالنصوص الحل مشكلة .







أولا: الشرح مفصل طريقة الجدلية :
1- تحديد المعنى:
إنّ الجدل في الأصل هو فن الحوار والمناقشة قال “أفلاطون” الجدلي هو الذي يحسن السؤال والجواب…”
أما “هيجل” فقد أقر أن الجدل هو التطور المنطقي الذي يوجب ائتلاف القضيتين المتناقضتين واجتماعهما في قضية ثالثة، ولهذا التطور، الذي هو تطور الفكر، ثلاث أركان: الأول هو الأطروحة أو الإيجاب والثاني هو نقيض الأطروحة أو السلب والثالث هو التأليف أو التركيب.
2- ثوابت الشرح مفصل طريقة :
تقتضي الشرح مفصل طريقة الجدلية عرض الأطروحة (+)، ومقابلتها بنقيضها (-) للوصول إلى تركيب [(+)×(-)] أو تجاوز [(↑)] كرأي شخصي. ويمكن التعبير

3- الموضوع المقترح / موضوع : الوضعية الحل مشكلة
إذا كنت أمام موقفين متعارضين ، يقول أولهما ” إن معيار الحقيقة هو الوضوح ” ، ويقول ثانيهما ” إن معيار الحقيقة هو النفع “، مع العلم أن كليهما صحيح في سياقه ،
ويدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر فتصف المعيار السليم الذي يرشد إلى الحقيقة ،
فما عساك أن تصنع ؟

الشرح مفصل طريقة الجدلية

المحطات الغرض منها النقاط
طرح الإشكالية تقديم “الوضعية الحل مشكلة”
هل القضية هي (+) أو (–)، وإذا لم تكن لا (+) ولا (-)، فماذا ستكون ؟

محاولة حل الإشكالية
تحليلها
الجزء الأول أ - عرض الأطروحة: (+)
- منطقها و منطلقاتها (أو مسلماتها)؛
- بناء الأطروحة على أساس هذه المسلمات: الاستدلال والبرهنة؛
- الفكرة الأساسية التي تدافع عنها الأطروحة.
الاندماج فيها
الجزء الثاني ب- عرض نقيض الأطروحة: (-)
- نقد الأطروحة؛
- منطقها و منطلقات نقيض الأطروحة أو مسلماتها؛
- بناء نقيض الأطروحة على أساس هذه المسلمات: الاستدلال والبرهنة؛
- الفكرة الأساسية التي يدافع عنها نقيض الأطروحة.
الجزء الثالث ج- التركيب [(+)×(-)] أو التجاوز [(↑)]
- نقد نقيض الأطروحة؛
- إبراز الحل مشكلة أمام الأطروحتين المتعارضتين؛
- تحديد الرأي الجديد ومبرراته.
حل الإشكالية الخروج من “الوضعية الحل مشكلة”
ما هي الحل مشكلة، وما هي حدود الأطروحتين، وما هو التصور المقترح والمؤسس؟





شرح مفصل طريقة المقارنة : التي تقتضي عادة عرض مواطن الاختلاف بين مفهومين أو طرفين (≠)، ثم مواطن الاتفاق بينهما (≈)، وأخيرا، طبيعة العلاقة بينهما [↔].

الموضوع المقترح / موضوع : السؤال المشكل
قارن الأطروحة التالية بأخرى قابلة للمقارنة :
” إن الذاكرة هي مجرد ظاهرة اجتماعية ”
مرتبا مواطن الاختلاف ومواطن الاتفاق ترتيبا يتماشى مع طبيعة الحل مشكلة

المحطات الغرض منها النقاط
طرح الإشكالية تقديم “الوضعية الحل مشكلة”
إذا كانت بين (س) و(د) اختلافات (≠) ، فهل هناك ما يقرّب الواحد إلى الآخر (≈)؟ وإذا كان الأمر كذلك، يكون معنى هذا، أن بينهما علاقةً (↔)؛ فما طبيعة هاته العلاقة؟ (جدلية؟ تكاملية؟ تلازمية؟ تذاوتية؟ تضمنية؟ تضايفية؟…)

محاولة حل الإشكالية
تحليلها
الجزء الأول أ- عرض مواطن الاختلاف، (≠) و البدء بهذه المواطن في الاختلاف هو الأقرب إلى المنطق والحدس، نظرا إلى وضوح نقاط الاختلاف وبروز منطلق القضية.
- مستويات الاختلاف: من حيث التعريف، الهدف، الوظيفة، الطبيعة…
- طبيعة الاختلاف: تضاد، تقابل، تعاكس، تناقض…
الاندماج فيها
الجزء الثاني ب- عرض مواطن الاتفاق (≈) وهو عرض يتلو مواطن الاختلاف، لأنه هو مصدر الحل مشكلة، و يبدو غير بديهي وأصعب في التشخيص.
- مستويات الاتفاق: من حيث مصدرهما؟ أو نشاطهما؟…
- طبيعة الاتفاق: لزومية، نشوئية، غائية…
الجزء الثالث ج- طبيعة العلاقة: (↔)
- بين الاتفاق تارة، والاختلاف تارة أخرى، تظهر علاقة تناقضية؛
- ومع ذلك، فإنهما لا يرتفعان معا، لأن لعلاقتهما طبيعة أخرى، هي جدلية؟ لزومية؟ تكاملية؟…
حل الإشكالية الخروج من “الوضعية الحل مشكلة”
الفصل النهائي للحل مشكلة التذكير بطبيعة العلاقة بينهما، كفصل نهائي للحل مشكلة المطروحة









طرائق الاستقصاء: إن منهج الاستقصاء هو أم المناهج للتحميل ومصدرها والأساس الملهم للمقالات؛ خرجت منه، ألوان من الطرائق المختلفة للتحميل كتابة الفلسفية. نحاول في هذا السياق، توجيه عنايتنا إلى شرح مفصل طريقة الاستقصاء، كما مارسها رجال الفكرـ أمثال أبي حامد الغزالي وأبي الوليد بن رشد، وغاستون بشلار ـ وكما يقتضيه العقل الحي، والخروجَ من الفهم التقليدي والفهم الرتيب لهذه الشرح مفصل طريقة، والسعي إلى تجاوز غموض بعض المصطلحات التي عبروا بها عنها، ولم تحسم بعد، ميدانيا.
وهي على ثلاقة أنواع: شرح مفصل طريقة الوضع وشرح مفصل طريقة الرفع، وهما طريقتان متقابلتان؛ وشرح مفصل طريقة حرة؛ الأوليان تتضمن كلتاهما في مسار التحليل، ثلاث عمليات؛ والحرة ترعاها مبادرة الشخص المختبَر.

ثالثا: شرح مفصل طريقة الاستقصاء بالوضع التي تقتضي عرض (منطق) الأطروحة (+)، ثم الدفاع عنه بحجج شخصية خاصة بالمختبَر (+)، لتنتهي إلى عرض منطق الخصوم (+) ونقده (-).

الموضوع المقترح / موضوع : السؤال المشكل
إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة ” إن الإنسان خالق لأفعاله ، حر يختار بينها ” ، أطروحة فاسدة ،وتَقرَّرَ لديْك الدفاعُ عنها وتبنيها ،
فما عساك أن تفعل ؟

المحطات الغرض منها النقاط
طرح الإشكالية تقديم “الوضعية الحل مشكلة”
طرح فكرة شائعة وطرح نقيضها، وهو الموضوع، ثم التساؤل: شرح مفصل طريقة كيف يمكن الدفاع عن هذا الموضوع و تبنيه والأخذ به؟

محاولة حل الإشكالية
تحليلها
الجزء الأول أ- عرض منطق الأطروحة
ـ ضبط الموقف من حيث إنه فكرة
ـ عرض مسلماته وما تستوجبه من برهنة ونتائج .

الاندماج فيها
الجزء الثاني ب- الدفاع عن منطق الأطروحة من حيث الشكل، ومن حيث المضمون
- بحجج شخصية جديدة؛
- على ضوء بعض المذاهب الفلسفية المؤسسة .
الجزء الثالث ج- نقد منطق الخصوم
ـ عرض منطقهم
ـ نقده شكلا ومضمونا

حل الإشكالية الخروج من “الوضعية الحل مشكلة”
يُستنتَج أن الموضوع، هو قابل للدفاع عنه، وقابل للأخذ به.

المجموع
شرح مفصل طريقة الاستقصاء بالوضع

رابعا: وشرح مفصل طريقة الرفع التي تقتضي: عرض (منطق) الأطروحة (+)، ثم إبطاله من طرف المختبر (-)، لتنتهي إلى عرض منطق المناصرين للأطروحة (+) ودحضه (-).
الموضوع المقترح / موضوع : السؤال المشكل : إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة ” إن العقل هو المصدر الوحيد للأخلاق ” ، أطروحة صحيحة ، وتَقرَّرَ لديْك ردّها ودحضها ، فما عساك أن تصنع ؟

المحطات الغرض منها النقاط
طرح الإشكالية تقديم “الوضعية الحل مشكلة”
طرح فكرة شائعة وطرح نقيضها، وهو الموضوع، ثم التساؤل: شرح مفصل طريقة كيف يمكن الرد على هذا الموضوع ودحضه ورفضه؟

محاولة حل الإشكالية
تحليلها
الجزء الأول أ- عرض منطق الأطروحة
ـ ضبط الموقف، من حيث إنه فكرة
ـ عرض مسلماته، وما تستوجبه من برهنة ونتائج

الاندماج فيها
الجزء الثاني ب- رفع الأطروحة من حيث الشكل، ومن حيث المضمون
- بحجج شخصية؛
- على ضوء بعض المذاهب الفلسفية المؤسسة.
الجزء الثالث ج- نقد منطق المناصرين للأطروحة
ـ عرض منطق المناصرين
ـ نقد منطقهم

حل الإشكالية الخروج من “الوضعية الحل مشكلة”
حيث يستنتَج أن الموضوع مدحوض، وهو غير قابل للدفاع عنه، وغير قابل للأخذ به.

خامسا: شرح مفصل طريقة الاستقصاء الحر التي تناسب نسبيا الموضوع الثاني، والتي تصاغ في وضعية حل مشكلة. ويمكن التعبير عنها بالإشارات التالية: (←)(↔ ↔ ↔…)(→) أي المنطلق (←) وحلقات
المسار أي محاولة الحل (↔ ↔ ↔…) والمنتهى(→).
الموضوع المقترح / موضوع الوضعية الحل مشكلة
إن المنهج التجريبي هو أساس الدراسات العلمية . غير أنه ـ كما تعلم ـ يختلف تطبيقه الميداني باختلاف أصناف العلوم ، وخاصة في مجال الدراسات الإنسانية ؛ والحل مشكلة الأساسية هنا ، ليست في الخطوات المنهجية النظرية بقدر ما هي في ممارسة المنهاج رسمي ممارسة ميدانية .
اتحميل الكتب مقالا لصديق لك منشغل بالبحث جاهز في الحوادث التاريخية ، يأطلب منك أن تنوره فيه بما تعلم في هذا المجال ، فتصف له الشرح مفصل طريقة العلمية التي تناسب دراسة الحوادث التاريخية وصفا عمليا بعيدا عن الكلام النظري المجرد ، وصفا يساعده على الممارسة الفعلية للبحث جاهز وبلورة نتائجه .
يمكن التطرق في المقال لمحاور ثلاثة :
1. وصف إجمالي ونظري لخطوات المنهج التجريبي الخـاص بالعلوم الطبيعية ؛
2. الصعوبات التي تواجه العلوم الإنسانية في تطبيق المنهـج التجريبي ، باختصار ؛
3. وصف ميداني لدراسة الحادثة التاريخية مع الإلحاح على ضرورة احترام خصوصيات طبيعة هاته الحادثة .









.
سادسا: وشرح مفصل طريقة المعالجة الخاصة بالنصوص الحل مشكلة، التي تقتضي تحليل النص باعتباره أطروحة مقترحة (+)، ثم تقويمه للدفاع عنه (+) أو لانتقاده (-) أو لاكتشاف الإيجابيات والسلبيات، وصولا إلى بناء رأي شخصي: قد يكون تدعيما للأطروحة (+) أو رفعا لها (-) أو تركيبا [(+)×(-) أو تجاوزا (↑)]. ملاحظة : يشفع النص بالعبارة الآتية: أتحميل الكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص
المحطات الغرض منها النقاط
طرح الإشكالية تقديم “الوضعية الحل مشكلة” الواردة في النص
1- التمهيد : أ) المدخل : ما هو موضوع النص؟ - الانطلاق من مسلمات يأخذ بها الحس المشترك ؛
ب) المسار : مخالفة المسلمات إثارة للدهشة ( انطلاقا من موضوع النص ).
2 – طرح الحل مشكلة (السؤال) : ما هي الحل مشكلة التي يعالجها صاحب النص؟
صياغة الحل مشكلة في سؤال رئيسي يتفرع إلى أسئلة جزئية إذ اقتضت الضرورة المنهجية ذلك .

محاولة حل الإشكالية
تحليلها
الجزء الأول 1- الموقف : منطق أطروحته: ما هو الحل الذي يقترحه صاحب النص ؟
2- مسلماته و براهينه : ما هي البراهين التي يؤسس عليها صاحب النص موقفه ؟
تحليل أفكار النص : عرض أفكار النص وتحليلها .
الاندماج فيها
الجزء الثاني تقييم:
1- هل وفق صاحب النص في حل الحل مشكلة؟ ( عرض الآراء التي تؤيد موقف المؤِلف )
2- ما هي قيمة استدلالاته؟ وهل الاستنتاج الذي انتهى إليه صاحب النص يعد منطقيا؟
3- وهل هناك حل آخر للحل مشكلة؟ ( عرض الآراء التي تعارض موقفه )
الجزء الثالث ما هو الحل الذي تقترحه؟ - الموقف الشخصي
حل الإشكالية الخروج من “الوضعية الحل مشكلة”
1- حوصلة : ما هي النتائج التي يمكن الوصول إليها أو الحلول الممكنة ؟
2- فتح الأفاق : ربط المشكل بفكرة أكثر عمومية أو بمشكل آخر.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©