ولد عبد القادر بن محي الدين سنة 1808
م في قرية على الضفة اليسرى لوادي الحمام على مسافة عشرين كيلو مترا غرب
مدينة معسكر وقد لبدى الامير مند نعومة اظافره نباهة ونجابة جعلت والده
محي الدين يفضله على غبيره من ابنائه وفي سن مبكرة حفظ القران الكريم
وتعلم مبادىء العلوم اللغوية والدينية كما تدرب على ركوب الخيل تلك
الرياضة العربية التي وجدت في نفسه ميلا خاصا كدلك تلقى علم
الحساب والجغرافيا ةوالتاريخ على يد الشيخ احمد بن طاهر قاضي ارزيو الدي
اشتهر بغزارة العلم وسعة الاطلاع ولما بلغ الرابع عشر من
العمر ارسله والده الى مدينة وهران لاتمام تدريسه في مدرس مشروحة تحت اشراف
الشيخ احمد بن خوجة وفي اواخر سنة 1826 قرر محي الدين وابنه عبد
القادر زيارة الاماكن المقدسة لاداء فريضة الحج وقد استغرقت الرحلة اربعين
يوما وبعد هده الرحلة زادت سمعة محي الدين وانتشر نفوده كما اتسع نطاق
الدور الدي يقوم به في التحكيم وفصل الخصومات وفي 17 افريل 1832 عقد عدد
من العلماء والاشراف عزمهم على مبايعة امير تتوفرفيه الشروط الضرورية
ليقود كفاح شعبي على الغزاة وقد وقع اختيارهم على محي الدين لما اشتهر عنه
من الشجاعة والحكمة ولما عرضوا علية الرغبه رفض الامارة ولكنه قبل الجهاد
وقد قام محي الدين بعدة معارك ضد الجيوش المادة الفرنسية كللت معظمها بنجاح كبير
وفي تاريخ 27 نوفمبر من عام 1832 قرر محي الدين التنازل عن قيادة الجيش
الجزائري لابنه عبد القادر وبالفعل سارعت معظم القبائل لمبايعة عبد القادر
كامير عليهم وسارعت الوفود التي تمثل مختلف المناطق والقبائل وانعقد
مجلس عام اشتركت فيه الجماهير الشعبية والاشراف والعلماء والرؤساء وجرت
فيه البيعة الثانية هده المرة بقصر الامارة وهدا يوم 4 فيفري
1833 وبعدما استقر الوضع بدا الامير عبد القادر مرحلة التنظيم بتشكيل
جهاز الحكم الوزارة والتي تكونت كالتالي
1 رئيس الوزراء
2 نائب الرئيس
3 وزير الخارجية
4 وزارة خزانة المملكة
5 وزير الخزينة الخاصة
6 وزير الاوقاف
7 وزير الاعشار والزكاة
ثم بث القضاة والعمال في محختلف اطراف المملكة كما شكل
مجلسا للشورى يشتمل على احدى عشر عضوا يتكون من العلماء تحت رئاسة القاضي
احمد بن الهاشمي وقد اختار الامير معسكر عاصمة لامارته
وما كاد الامير يفرغ من تنظيم اجهزة الدولة حتى ارسل الى
عمال الحكومة السابقةو في العهد التركي والدين ما زالوا في مناطق لم
يغتصبها الاستعمار الفرنسي طالبا اليهم الامتثال الى الطاعة فاستجاب له
الاغلبية الساحقة واعربت عن خضوعها لطاعته
اما الدين ابوا الامتثال لأطلب الامير مغتنمين الفوضى التي
انتشرت في البلاد على اشر الاحتلال فسرعان ما اقنعهم الامير بالمنطق او
اخضعهم بالقوة وعين في مناصبهم رجالا توافرت لهم الكفاءة والعدل والاخلاص
وبدلك استقرت الامور الجديدة وبدات تعمل جاهدة على ارساء قواعد الحكم
النزيه على اسس متينة قوامها الدين الاسلامي وكان اول عمل قامت به
الحكومة هو الاعلان عن الغاء المظالم وابطال القوانين التي كانت تفرض شامل عل
المواطنين الجزائريين بين ضرائب ثقيلة ومغارم مرهقة وضبط نظاما بسيطا
للحكم وامن السرعة في التنفيد زمنح اعضاء الحكومة سلطات واسعة وحرص في
الوقت نفسه على مراقبة ممارستهم كما كانت الرقابة الشعبية مطبقة بصورة
شاملة حيث يبعث باشخاص للاسواق داعين الناس لممارسة هدا الحق كدلك عمل
الامير عبد القادر على اعادة تقسيم البلاد الى مقاطعات وهده الى دوائر
ووضع في كل منها اغا وهده الدوائر تشمل القبائل النازلة فيها وتشمل
القبيلة على بطون وعشائر فجعل على كل قبيلة قائدا وعلى كل بطن وعشيرة شيخا
فكانت الاوامر الاميرية تصدر الى العمال المعروفين بالخلفاء ومنهم الى
الاغوات ومنهم الى القواد ومنهم الى المشايخ ويقوم المشائخ برفع القضايا
التي تحدث والمشكلات التي تقع الى القواد وهم يرفعونها الى الاغوات ومنهم
ترفع الى الخلفاء ثم تعرض على الحضرة الاميرية وفي وقت الحرب يصبح هؤلاء
الرؤساء القادة عسكريون فيجمع كل منهم جماعة من عشيرته ويقودها الى الحرب
ولم تمض اكثر من سنوات قليلة في سنة 1837 حتى اصبحت الجزائر عبارة عن دولة
اتحادية فيدرالية تضم ثماني مقاطعات على راس كل مقاطعة خليفة مهمته
الرئيسية المحافظة على احترام الاجهزة الاجتماعية التقليدية وتحقيق
الوحدة الضرورية لمواصلة الحرب فكان على راس تلمسان القائد بوحميدي وبها
13 الف مقاتل وعلى راس معسكر القائد التهامي وبها 15 الف مقاتل ولما امتدت
طاعته الى ما وراء وادي الشلف جعل مليانة مقاطعة ثالثة وبها 10440
مقاتلا ولكل من هده المقاطعات الثلاث مرسى خاصة بها فلتلمسان مرفا
رشقون-اورشكون ولمعسكر مرفا ارزو اما شرشال فقد كان مرفا لمليانة كما ولى
احد القادة العسكريين البارزين وهو الباركاني على المدينة والقائد بن سالم
على برج حمزة ومعه 4350 جنديا وبامكان هدا الاخير ان يعتمد على
المتطوعين من بلاد القبائل وولى القائد بن عبد السلام خليفة على مجانة اما
الجنوب الصحراوي فكانت به مقاطعنان احداهما مقاطعة الزيبان والثانية
مقاطعة الصحراء الغربية التي يوجد بها 8 الاف مجاهد وفي المجموع كانت هناك
ثماني مقاطعات تضم ما يزيد عن 59 الف مقاتل منهم قرابة 6 الاف جندي
منظم وهدا ما يوضح الدور العسكري الهام الدي اضطلعت به الحكومة المنظمة
لمقاومة الغزاة ولقد اخد الامير عبد القادر مند لحظة مبايعته بالامارة
ببدل جهود جبارة لاعادة تنظيم الجيش ووضعه في مصاف الجيوش المعاصرة له في
الدول العظمى فقسمه ال ثلاث فرق لاو اسلحة وهي المشاة والخيالة والمدفعية
واصدر القوانين العسكرية التي يجب على الجندي التمسك بها ووضع سلم التسلسل
العسكري
-جاويش رقيب لقيادة 12 جنديا
رئيس الصف لقيادة 20 جنديا
السياف 100 جندي
الاغا لقيادة1000 جندي

ويعاون الغا والسياف في عملهما كاتب مهمته تنظيم
المحاسبة والرسائب والتقارير ويشرف هدا الكاتب على اعمال توزيع
الطعام والرواتب الشهرية على الجنود. ولكي يتميز الرئيس على المرؤوس منح
الضباط حسب رتبهم علامات فارقة من الدهب والفضة ونقش على هده العلامات
ايات وعبارات تحمل جميعها طابع النظام والطاعة والجهاد وتقرر منح الاوسمة
لمستحقيها من الشجعان وقسمت الوحدات الاساسية في الجيش النظامي الى كتائب
تضم كل كتيبة مائة جندي اما الوحدة الاساسية في الفرسان فكانت السرية
وتضم خمسين رجلا وبقي المدفع هو وحدة الرمي ويبلغ طاقم المدفع 12 جنديا
ولقد تحدث الامير عبد القادر عن الصعوبات التي واجهته مند البداية وعن
الطرق التي اتبعها للتغلب عليها فقال" ان تجنيد جيش نظامي من شعب لم يعرف
التجنيد الاجباري حتى ايام الحكم التركي هو تجربة خطيرة تحتاج الى حنكة
وحدر كبير لا سيما ما عرف عن هدا الشعب من الاستعداد للثورة بمجرد طرح
فكرة التجنيد الاجباري ولهدا كان من المحال الاعلان عن خطة من هدا
النوع صراحة فتم توجيه الدعوة الودية تحميل كتابيا بشكل اقتراح وتلميح ووزعت على
كل المدن والدوائر ولقد نجح الامير في تسليح جند جيشه النظامي كلهم
بالبنادق المادة الفرنسية والانجليزية التي حصل عليها اما عن طريق الغنائم التي
اكتسبها من معاركه الظافرة او من الجنود الفرنسيين الفارين او بشرائها من
المغرب الاقصى وكان على كل عربي يمتلك بندقية مادة الفرنسية ان يبيعها الى الدولة
ثم عليه ان يشتري لنفسه بندقية محلية الصنع سواء من الاسواق او من قبائل
الصحراء وادرك الامير ضرورة الاعتماد في تسليحه على القدرة الداتية للبلاد
فاقام مصانعه التي اخدت تنتج بكفاءة واتقان ما يحتاجه الجيش من مصانعها في
اهم المدن الخاضعة للامير ففي تلمسان اقيم مصنع لصهر المدافع كان ينتج
يوميا اثنا عشر مدفعا وفي مليانة انشا مصنعا للبنادق ينتج ثماني بندقيات

يوميا ومصنع اخر لانتاج البارود وكان الحديد يحضر من منجم قرب المدينة
وكانت مناجم ملح البارود والكبريت والحدبد والنحاس محل عمل متواصل وقد
تركزت صناعة البارود في تلمسا ن ومعسكر ومليلنة والمدية وتاقدامت
وبالاضافة الى دلك فقد اشترى الامير كمية كبيرة من البارود واحجار الصوان
كما تم فتح منجم للرصاص بجبل الونشريس وحرص على عبد القادر على الاحتفاظ
بالدخائر في مخازن الدولة وعدم توزيعها على القبائل الا بكميات محدودة
خوفا من التبدير وعندمه بد ا الامير عبد القادر في بناء قاعدة تاقدمات سنة
1836 عمل على تحويل السراديب الرومانية القديمة الى مخازن للدخيرة
والكبريت وملح البارود والنحاس والرصاص والحديد كما ان الامير اقتنع بان
الفرنسيين سيتمكنون من احتلال معسكر وتلمسان لدلك لجا الى اقامة مراكز
للاستيطان تكون بعيدة عن قبضة الفرنسيين فاختار خط التل في الجنوب لانشاء
هده المدن فاقام مدينة جنوب كل مدينة كبرى سيطر عليها الفرنسيون فكانت
سبدو في الغرب وسعيدة في جنوب تلمسانت وتاقدامت جنوب معسكر وبوغار جنوب
مليانة وبلخورط الواقعة جنوب شرق مدينة الجزائر مقابلة المدينة واخيرا
بسكرة جنوب قسنطينة كما ان الامير عبد القادر اراد ان يجعل من تاقدامت
قاعدة صلبة للدولة المحاربة لا مجرد قلعة حربية فقط فانشا بها ثانوية
واقام مالكتب الجاهزةة عامة احضر لها الالكتب الجاهزة من كل انحاء المشرق العربي الاسلامي
واقام دارا لسك النقود الفضية والنحاسية كما اقيمت مصانع النسيج التي اخدت
في انتاج الاقمشة النوعية الممتازة مند ان بويع الامير عبد القادر وهو
يخوض المعركة تلو المعركة كللت معظمها بانتاصارات باهرة اثبت فيها
الامير شجاعته وقدرته وحنكته كقائد عسكري ابهر جنرالات فرنسا
ومرشالاتها فكانت معركة المقطع جوان 1835 التي مني فيها الفرنسيون
بهزيمة نكراء اهتزت لها فرنسا كلها فراحت تزيد من عدد جيشها في الجزائر
وامرت بادارة قوية للحرب مع عبد القادر واصدرت قرارا باحتلال مدينة معسكر
وعين كلوزيل على راس الجيوش المادة الفرنسية محل الجنرال المهزوم تريزيل تلت هده
المعركة معارك ضارية حول معسكر وتلمسان ومعركة الزقاق ومعركة وادي السكاك
الخ كما عقدت عدة معاهدات بين الامير عبد القادر وقادة فرنسا ةوكان اشهرها
معاهدة عبد القادر دو ميشال سنة 1834 وقد اراد الامير عبد القادر لهده
المعاهدة ان تكون اكثر من هدنة غير ان الادارة المادة الفرنسية ارادتها اقل من
دلك بكثير ثم تلتها نعاهدة التافنة وهو اسم النهر الدي هزم عند مصبه الجيش
الفرنسي في 20 ماي1837 ولقد كانت هده المعاهدة ثمرة لتدابير سياسية حكيمة
ومناورات بارعة وتعد هده المعاهدة انتصارا للدبلوماسية الجزائرية انداك
فلقد راح الامير في هده الفترة يبني ويشيدة معالم دولة جزائرية لها سيادة
وكيان بينما راح العدو يكيد ويضر نفسه للقضاء على الامير وتاخيرا لقد نجح
الامير عبد القادر في بناء دولة جزائرية كما نجح في الصمود امام اعتى قوة
استعمارية طيلة 17 سنة اد عرف الامير طيلة هده الفترة بالتفصيل الممل كيف يقرر ويحتمل
نتائج قراراته انه حقا رجل دولة وحرب فلقد قال عنه الماريشال بيجو الد
اعدائه هل تعرفون اين تكمن قوة عبد القادر انها في عدم امكان العثور عليه
انها في فسحة الارض انها في حرارة شمس افريقيا انها في انعدام الماء انها
في حياة الترحل بين العرب
ممكن احد يعطيني من اين الكتب الجاهزة ماخذا هذا بحث كامل ارجوكم



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©