عندما نأرجوا طلب من تلاميذ السنة الخامسة أن يصفوا ما شاهدوه من مناظر جميلة أثناء زيارتهم لإحدى المدن الجزائرية الجميلة (دورة ماي 2014).فما عسانا نتوقع؟؟؟!!!
ألم نضع في الحسبان تلك الفئة من التلاميذ ـ و ما أكثرهم في بلدي الحبيب ـ الذين لم يزوروا مدنا جزائرية ، و منهم من لم تغادر قدماه أرض ـ الدوار ـ الذي يسكنه ،فمن أين له أن يحرر تلك الفقرة و هو لم ير في حياته سوى أزقة قريته البسيطة و أناسها ،ألا ندفع المسكين غلى التخيل و الكذب و هو يقول : رأيت .... ثم مررت..........و قد أعجبني.........و كم كانت جميلة....... و هو يصف تلك المدينة الجزائرية الجميلة التي لم يرها في حياته لأنه ببساطة لم يغادر القرية البسيطة التي يسكنها.
ذكّرني الموضوع بمواضيع تشبه الآتي : 1 ـ قمت برحلة إلى شاطيء البحر...إلخ ، تخيلوا كم تلميذا مسكينا لم ير البحر في حياته!
2ـ استيقظت ذات صباح فوجدت الثلوج قد عمت الأرجاء، صف لنا...إلخ ، تخيلوا كم تلميذا لم ير الثلج في حياته !
3ـ ...ألخ .........إلخ
هل يحق لنا أن نشرك الطفل في شيء لم يره و لم يلمسه و ندفعه دفعا للحديث عنه فقط عبر مخيلته؟؟؟!
البعض سيقول لا يجب عليه التخيل ، أقول لك نعم سيدي يتخيل ، فلماذا نقول له زرت عوض تخيل أنك زرت ،و لماذا نقول له ذهبت في رحلة إلى شاطيء البحر عوض تخيل نفسك وقد ذهبت إلى شاطيء البحر، و هنا أتذكر تلك النكتة التي أرجوا طلب فيها المدرس مفصل من التلميذ وصف مباراة في كرة القدم فالكتب الجاهزة التلميذ : تهاطلت الأمطار بغزارة فقرّر الحكم تأجيل المباراة .
و شكرا.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©