اولا :مفهوم الإشراف التربوي ( التفتيش)
لقد حدث تطور في مفهوم الإشراف التربوي خلال العقدين الأخيرين ، شأنه في ذلك شأن كثير من المفاهيم التربوية التي تنمو وتتطور نتيجة الأبحاث والدراسات والممارسات التربوية، خاصة بعد أن كشفت هذه الدراسات والأبحاث قصور الأنماط السابقة للإشراف التربوي (التفتيش- التوجيه)، وحاولت هذه الدراسات إحداث التغيرات المرغوبة في العملية التسهيل تعليمية، كما حاول الإشراف التربوي الحديث تلافي أوجه القصور، من خلال نظرة شاملة للعملية التسهيل تعليمية، ويتضح هذا من خلال التعريفات الآتية:

1- "الإشراف التربوي خدمة فنية تقوم على أساس من التخطيط السليم الذي يهدف إلى تحسين عملية التسهيل تعليم "

2- "الإشراف التربوي خدمة فنية تعاونية تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتسهيل تعليم، والعمل على تحسين هذه الظروف بالطريقة التي تكفل لكل تلميذٍ النمو المطرد وفق ما تهدف إليه التربية المنشودة".

3- "إنه يعمل على النهوض بعمليتي التسهيل تعليم والتعلم كلتيهما"

4- "إن الهدف من عملية الاتصال والتفاعل بين متخلف أطراف العملية التربوية وعناصرها تحقيق فرص تعلم مناسبة للطلاب وفرص نمو لسائر الأطراف".

5-" الإشراف عملية توجيه وتقويم للعملية التسهيل تعليمية بقصد تزويد التلاميذ بخدمات أفضل ".

6- هو عملية فنية غايتها تحسين وتطوير العملية التسهيل تعليمية والتربوية بكافة محاورها.

ونستخلص مما سبق التعريف الآتي الذي يعنى بتحديد الوظائف والمهام الأساسية و النشاطات الإشرافية:

الأشراف عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التسهيل تعليمية والتربوية بكافة محاورها
فهو عملية فنية: تهدف إلى تحسين التسهيل تعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من الطالب والمعلم والمشرف، وأي شخص آخر له أثر في تحسين العملية التسهيل تعليمية فنياً كان أم إدارياً.

وهو عملية شورية: تقوم على احترام رأى كل من المعلمين (المكوننين او المربيين)، والطلاب، وغيرهم من المتأثرين بعمل الإشراف ، والمؤثرين فيه، وتسعى هذه العملية إلى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من هذه الفئات وتشجيعها . على الابتكار والإبداع.

وهو عملية قيادية: تتمثل في المقدرة على التأثير في المعلمين، والطلاب، وغيرهم، ممن لهم علاقة بالعملية التسهيل تعليمية لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية أو تحقيق أهدافها.

وهو عملية إنسانية: تهدف قبل كل شئ إلى الاعتراف بقيمة الفرد بصفته إنساناً، لكي يتمكن المشرف من بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم، وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل فرد يتعامل معه في ضوء ذلك.

وهو عملية شاملة: تعنى بجميع العوامل المؤثرة في تحسين العملية التسهيل تعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتسهيل تعليم في بلادنا.

ومما تقدم يتضح أن هذا التعريف للإشراف التربوي يتواكب، بل ويتفاعل مع جهود الوزارة نحو تفعيل دور المشرف التربوي من خلال الآتي:
1) تهيئة فرص النمو الذاتي للمعلمين وتقديم المشورة لهم للابتكار والإبداع المستمرين نموذجي.
2) مشاركة المعلمين في تحليل المنهج المدرس مشروحي إلى عناصره وتحليل كل عنصر من عناصره إلى مركباته المختلفة حتى يستطيع كل معلم الإلمام بما سيقدمه من جهد تدريسي.
3) تنظيم علاقات المعلم بزملائه ومرؤوسيه وتحديد إمكانيات ومهام كل منم بوضوح تام، وكشف إمكانية تعاون كل منهم مع الآخر في الأعمال التي يناط بها إليهم .
4) تخطيط الأعمال الجماعية التي يلتقي في أدائها المعلم والفني والتقني.
5) إدارة الخطة الزمنية والخطط التدريسية شراكه مع المعلمين بهدف استثمار إيجابيتهم نحو العمل.
6) تعرف ما قد يعترض أداء المعلم من الناحية النفسية والاجتماعية ومحاولة مساعدته قدر الإمكان على تطوير هذا الأداء.
7) تدريب المعلمين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وبطريقة رسمية أو غير رسمية، مع العناية بالعنصر الإنساني في العلاقات بينهما.

8) تعرف مشكلات البيئة المدرس مشروحية بصفة عامة، والعمل على حلها بصورة استشارية مع المسئولين.

وعلى ذلك فقد أصبحت مهام المشرف التربوي تنصب على العملية التربوية بمفهومها الواسع، وإطار تنفيذها بعناصرها المختلفة البشرية والمالية.

هذا التوجه في الإشراف يخدم التوجه العام لعملية التغيير المتوقع إحداثها في طبيعة الإشراف التربوي في بلادنا، والتي تهدف إلى جعل المدرس مشروحة والإدارة التسهيل تعليمية نواة لعملية التطوير، ولكي يتم ذلك لابد من أن يكون دور المشرف التربوي تسهيل عملية التطوير داخل المدرس مشروحة أو الإدارة التسهيل تعليمية، وذلك عن طريق تقديم الدعم اللازم والإسهام في عملية المتابعة والتقويم التقديري.

من الواضح أن هذا التغيير في الدور الإشرافي قد قلل من قيمة الزيارة الصفية المفاجئة، وأصبح يحدد موعدها مسبقاً، فلا يفاجأ المعلم بها، كما وأصبحت عملية تقويم المعلم تهدف إلى تطوير أدائه، وليس إلى محاسبته. فهو المسئول أولاً عن تقويم نفسه وفق معايير محددة يتفق عليها مع المشرف سلفا قبل الدخول إلى غرفة الصف، وبالتالي فقد أصبح المعلم والمشرف ينطلقان من إطار فكري موحد في النظر إلى ما يجرى داخل غرفة الصف، بل ولم يعد من الضروري زيارة المشرف التربوي للمعلم في الصف إلا في حدود ضيقة، وإنما يستعاض عن ذلك بأساليب إشرافية أخرى تثري خبرات المعلم، وتطور أداءه، ومنها: اللقاءات الجماعية، والمداولات الإشرافية، والحلقات الدراسية، والمشاغل التربوية، والتدريب الإشرافي بنوعيه (الفردي والجماعي)،. الخ.

لقد كان الوصول إلى اليوم الذي يأرجوا طلب فيه المعلم من المشرف أن يأتي لزيارته في المدرس مشروحة من أجل استشارته في قضية ما، وأرجوا طلب مساعدته في حل الحل لمشكلة معينة حلماً بعيد المنال، أما الآن وفى ظل التغيرات الجديدة في آلية الإشراف التربوي فقد أصبح هذا الحلم حقيقة واقعة.






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©