انطلاقا من ملاحظات بسيطة حول المدرس مميزة الجزائرية اليوم يتبين لنا أنها في خطر داهم يدفعنا دفعا حقيقيا لدق ناقوس الخطر اتجاهها واتجاه مريديها، مثلما فعل دلك تماما الأمريكيون مع نهاية القرن الماضي وبالضبط سنة 1983 حينما الكتب الجاهزة دافيد قاردنر بياربونت (David Pierpont Gardner) تقريرا تحت عنوان أمة في خطر(A Nation at Risk) وهو التقرير الذي توج عمل 18 عضوا يشكلون لجنة رئاسية عرفت باسم اللجنة الوطنية العليا للتميّز التربوي( National Commission on Excellence in Education ) أشرف عليها آنداك الرئيس الأمريكي رونالد ريقن(Ronald Reagan)، والتي لاحظت غياب توافق بين المدرس مميزة والأهداف الوطنية المسطرة للعملية التربوية على مستوى إنتاج يد عاملة تمتاز بالتنافسية.

وعلى أثر ذلك أقرت هذه اللجنة بالخطر المحدق بالأمة الأمريكية أمام الموجة المتصاعدة من الرداءة في التدريس، ومن ثم فهل لنا نحن اليوم كباحثين وفاعلين في الحقل التربوي في الجزائر أن نتساءل عن ذلك الخطر الذي أصبح يلف المدرس مميزة الجزائرية من داخلها ومن خارج أسوارها، حيث أصبح التلميذ اليوم لا يفكر في مغادرة المدرس مميزة إلا بحرا (الحرقة) أو حرقا (الانتحار) أو حتى رمزيا (الاغتراب)، بل أصبح يفكر في أحسن الأحوال في الغش وانتهاج سلوك العنف مع زملائه وأساتذته أو استهلاك المخدرات داخلها، وحتى ذلك المتفوق أو الموهوب الذي أصبح ينتظر إكمال دراسته ونجاحه للهروب من الوطن الأم (هجرة الأدمغة)، فهل بعد ذلك كله يمكننا الإدعاء تبجحا بالقول بأن المدرس مميزة الجزائرية قد نجحت في تحقيق الغايات والأهداف الوطنية المرجوة منها والتي يقع على رأس سنامها وذروتها بناء الشخصية الوطنية؟


ملاحظة : الموضوع منقول




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©