بسم الله الرحمان الرحيم
سلام على اليا حلويين ورحمة الله وبركاته



مرحبا بجميع زوار ورواد شبكة اللعة العربية ,أهلا بكم في موضوع جديد
جناية المنطق على اللسان.....أو عندما لا نحسن الاستفهام. ۝|


  • رحم الله ابن تيمية.....كان يرى ان التطويل فى العبارة ليس دليل جاهزا على اتساع صاحبها فى القول..وإنما هو دليل جاهز على ضيق فى الفصاحة .وعجز للسان عن بلوغ مرتبة البيان...
    ولغة القرآن الشريفة تميزت عن باقي لغات البشر بالايجاز والاقتصاد فى استعمال الكلمات.....لكن أهلها-من الذين تأثروا بالاعاجم خاصة-لم يقدروا هذه الميزة فمضوا يمططون تركيب الجملة حتى خرجوا الى ما يقرب من اللحن أما مخالفة مقتضيات البلاغة في مادة اللغة العربية فهو يقين........
    ومما عمت به البلوى.......سوء استعمال العربي لأسلوب الاستفهام......فهو يسأل على النحو التالي:
    ما هو الحق؟
    أين هو الصواب؟
    كم هي المسافة بين مكة والمدينة؟
    من هو الصادق؟
    هذه الأسئلة لا يستسيغها الذوق العربي الفصيح.....ويرى فى ضمير الفصل "هو"أو"هي"نشازا تعبيريا اقتحم الجملة بدون مسوغ بلاغي..........والصواب فى كل ما سبق الحذف :
    ما الحق؟
    أين الصواب؟
    من الصادق؟
    هذا هو استفهام القرآن......واستفهام الحديث......واستفهام الاعلام...
    إن ضمير الفصل يستعمل لتحقيق أغراض منها:
    الفصل بين الخبر وغيره.......فقولك:"الرجل الفصيح فى شبكة أهل الحديث"يحتمل فيه لفظ"الفصيح"أن يكون نعتا للمبتدأ والخبر هو المقدر بقولك"موجود فى شبكة أهل الحديث"
    لكن يحتمل "الفصيح" ان يكون خبرا ويكون تعبير فى شبكة اهل الحديث فضلة.......فإذا اردت ان تزيل الاشتراك بين النعت والخبر أتيت ب"هو" لتعلن ان ما بعدها خبر لما قبلها.....
    ومن أغراض ضمير الفصل أيضا تأكيد الخبر......"الرجل صادق" "الرجل هو الصادق" لا ريب ان الجملة الثانية أكدت اتصاف الرجل بالصدق أكثر من الأولى.....
    لذا لا يظهر ان ثمة ضرورة لفصل المبتدإ عن الخبر فى "ما هو الحق"؟فلا حاجة الى الفصل .....والجملة قبل ذلك انشائية أرجوا طلبية فلا يتصور معها التأكيد.......
    وليس أقبح مما سبق الا قولهم فى الإخبار:
    "الالباني هو محدث""الرياض هي عاصمة عربية""العرب هم مسلمون"

    هذه الاخبار لا يعدها السامع العربي خبرا ابتدائيا بل يعدها جاءت فى مقام الحيرة والشك والجحود...فاحتيج الى التأكيد حتى يتأتى إزالة كل ذلك......مع أن المفترض في تلك الأخبار انها ابتدائية........فضلا عن الخروج عما اشترطه النحاة من أن ضمير الفصل يتوسط بين معرفتين......مثل"الالباني هو المحدث"وليس بين معرفة ونكرة........
    بقي أن نبحث جاهز عن سبب هذه الركاكة التي فشت فى كلام الناس....
    يبدو-والله أعلم-أن السبب هو المنطق.........
    ذلك ان المسلمين لما ترجموا الكتب الشامل الوافية اليونان وخاصة الكتب الشامل الوافية المنطق الفوا فى لسان اليونان ما يسمى ب" الرابطة الوجودية"وهي التي تسمى copule أو الفعل المساعد auxilliaire فصاغوا عبارات على المنوال اليوناني لضرورة التحليل المنطقي للعبارة ... فأقحموا ضمير الفصلى إقحاما.....فالمادة الفرنسية مثلا تقول la femme est malade....وترجمتها الفصيحة"المرأة مريضة" أما لو أردنا ترجمة حرفية لقلنا المرأة هي مريضة.......أو "المرأة توجد مريضة" .....
    أفيكون المنطق قد جنى على كل ما يملك المسلم:عقيدته ولغته؟؟؟

نتمى من العلي القديران ينال موضوعي المتواضع هدا اعجابكم

matrixxxxxx1213




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©