فن النحت
يختلف فن النحت في أسلوبه عن باقي الفنون، فهو لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير، وإنما يتضمن أشكالا مجسمة ثلاثية الأبعاد. على العكس من الرسم والتصوير الذي يتعامل مع الابعاد الثنائية، وقد تم استخدام فن النحت منذ قديم الأزل للوفاء بأغراض عديدة تذكارية تخليدية، أو دينية، أو جمالي
وقد عرف العرب النحت منذ أقدم العصور، ونحتت عاد بيوتها من الصخور الكبيرة أو الجبال، كما نحتوا بعض الأشكال الآدمية والحيوانية لعبادتها قبل الإسلام. ونقشوا على الصخور بعض الصور والرموز والحروف، وهناك أمثلة عديدة لنحوتهم القديمة توجد في المتاحف المختلفة.
ولما انتشر نور الإسلام، استمر العرب في النحت، ولكن تغيَّر نوع النحت والهدف منه، وارتبط النحت الإسلامي بالعمارة، فنحت الفنانون ما يوافق التوجه الإسلامي، وذلك أن الإسلام حرم أن يشتمل البيت الإسلامي على تماثيل البشر والحيوانات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل "، وقال عليه السلام: "إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور". وقد حرم الله ذلك حماية للتوحيد، والبعد عن مشابهة الوثنيين في تصاويرهم وأوثانهم التي يصنعونها بأيديهم، ثم يقدسونها ويقفون أمامها خاشعين.
واستجاب المسلمون لتوجيه نبيهم فاستعاضوا عن التماثيل الحيوانية بالزخارف، والخطوط، والنقوش النباتية الجميلة فأبدعوا فيها أيما إبداع.

واستعمل الانسان عدة مواد في منحوتاته مثل البرونز والنحاس والحديد، كما نحت الحجارة، وهي وإن كانت أكثر صعوبة في الاستعمال من الطين، وعدم توافر السرعة في إنجاز الأعمال بها إلا أنها تتميز بالقوة والصلابة واللمعان ، وخير مثال علي ذلك تلك التماثيل والمعابد المنحوته من الحجر البازلت أو الجرانيت في الحضارة الفرعونية القديمة التي ظلت باقية حتى الآن منذ آلاف السنين، أما الخشب فإنه وإن كان أخف وزناً وأسهل تطويعا من الحجر فإن له عيوبا تطغي على مزاياه فهو مادة تتآكل تدريجيا ، وعرضة للتشقق نتيجة لتغيير درجة الحرارة، ويتقوس من الرطوبة، ويتفتت نتيجة لهجمات حشرة السوس.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©