بسم الله الرحمن الرحيم : وصلي اللهم و سلم و بارك على سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام وعلى آله و صحبه و التابعين .و بعد....سلام على الاعضاء و زوار و رحمة الله و بركاته
تختلف مواضيع التقويم المنهجي النقدي حسب النصوص و القصائد ، و قد جمعت من عدة اماكن بعضا منها ارجو الاستفادة منها :

التناص :
هو ما يسمى بالسرقة الأدبية في النقد العربي القديم والحديث!
والتناص (أو التلاص ) بحسب بعض المراجع ظاهرة نقدية
تستخدم في النصوص الأدبية. وهو قيام الكاتب بالاقتباس أو
الاستشهاد أو الاستقطاع أو السرقة من نصوص أو من أفكار
كاتب آخر من دون علمه، أو عمل إحالات إليها بحيث تنصهر
النصوص، وتذوب الحدود بينها، وتندمج لتشكل نصا جديدا متوحدا
ومتكاملا، غنيا وحافلا بالمعاني والدلالات. وبهذا تضيع الملكية
النصية، ولا يعود النص الجديد يحمل فكرا أحاديا للكاتب بل يصبح
محتويا على فكر يتأرجح بين الفكر الأصلي وفكر النص المسروق.
يقول رولان بارت (ليس هناك ملكية للنص أو أبوة نصية لأن التحميل كتاب والمبدعين
يعيدون ما قاله السابقون بصيغ مختلفة، فالنص الأدبي يدخل في شجرة نسب
عريقة وممتدة، فهو لا يأتي من فراغ، ولا يفضى إلى فراغ). وقد وضح مفهوم مصطلح التناص
والالتزام :
كما ورد في معجم مصطلحات الأدب : " هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة
فكرة معيّنة عن الانسان ، لا لمجرّد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال"
أي انه مشاركة الشاعر أو الأديب الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم
الوطنية ، والوقوف بحزم لمواجهة ما يتطلّبه ذلك ، إلى حدّ إنكار الذات في سبيل
ما التزم به الشاعر أو الأديب :"ويقوم الإلتزام في الدرجة الأولى على الموقف الذي
يتّخذه المفكّر أو الأديب أو الفنان فيها .وهذا الموقف يقتضي صراحة ووضوحا
وإخلاصا وصدقا واستعدادا من المفكّر لأن يحافظ على التزامه دائما ويتحمّل كامل
التبعة التي يترتّب على هذا الالتزام "
ومن أمثلة الإلتزام في الأدب الراحل محمود درويش، الذي رأى بأنه استطاع أن يرقى
بقصيدة الحب الى آفاق رمزية جديدة حيث يتحول الافتراق عن الحبيبة والحنين إليها
معادلا للحنين الى الأرض، إلا أن درويش نفسه يثور على الفهم السطحي للالتزام الذي
حول الكاتب العربي إلى مجرد حاجب ببلاط السلطة إذ يرى الآن بأن الالتزام فني وليس
اجتماعيا، وأن النص الشعري الذي يالكتب الكاملةه وإن كان ينبع من الواقع فإنه يتأسس جماليا وليس
رهين شروطه الخارجية، أما أدونيس فإنه يرى أن الالتزام الأدبي يتحقق داخل اللغة بتثويرها وإعادة تحميل كتابتها.
الوحدة العضوية :
عملية الترابط بين المفردات عملية مهمة في السبك، فالرابط الذي يجمع
المفردات يحقق للقصيدة التماسك الذي تأطلبه التحميل كتابة الأدبية، لهذا يلزم على الشاعر المجيد المضي
قدما في طريق يتبعه مفردات نصه الأدبي، وألا يشعر المتلقي بأنه يحاول رص كلماته جنبا إلى جنب
بصورة مفتعلة وغير تلقائية، مما يفقد النص بريقه الإبداعي الذي يتعايش معه المتلقي تحت مظلة الصدق والعفوية.
وقد وضع النقاد في القرن الحديث مصطلحات مهمة، توضح مدى أهمية تماسك القصيدة بدءا من
الوحدة العضوية إلى الوحدة الموضوعية. فالوحدة العضوية تحقق الترابط بين شطري البيت و وبين
أبيات القصيدة شكلا بالروابط، وتتابعا باستمرار الحدث الذي ينقلنا إلى الوحدة الموضوعية، ليكون للنص
الأدبي موضوع معين بدلا من تغير محاور النص الأدبي إلى مواضيع عديدة، لا يجمع بينها إلا وجودها داخل
هذا النص. لذلك نلاحظ الشاعر الذي يبدع القصائد تحت مسئولية الوحدة الموضوعية ينتهي من القصيدة بنهاية
موضوعه، كما في القصيدة التالية:
يا ليت رشك من عرق منك إن كان بيغذيني أعوام
أنته الذي ما ينصبر عنك تحيي وتميت مثلي أنام
عساني أحظى من عرق منك وآفوز بالجنة و الأنعام
و اتزيح م الخاطر شقا وضنك يا منوتي و هموم واسقام
الموضوع الذي بدأ به الشاعر استمر به ثلاثة أبيات، وحين انتهى منه لم يستمر في إطالته بحجة قلة عدد
الأبيات، بل استطاع بكل مهارة وضع نقطة نهاية السطر، كما نلاحظ ذلك بعد دخول فعل (واتزيح) في البيت
الأخير توافقا مع (عساني) من البيت الذي يسبقه، وكذلك (منوتي) فهي غير متناسقة مع (هموم،أسقام)، بل أبدع
الشاعر حين ربطها بالوحدة الموضوعية (عساني أحظى منك يا منوتي) في تماسك جميل وترابط فني رائع.
أما الوحدة الموضوعية :
الوحدة الموضوعية أو عدم تحميل كتابة القصيدة إلا ضمن موضوع معين لا ينتقل الشاعر
منه إلى مواضيع أخرى ليس لها صلة بالموضوع الرئيسي للقصيدة، وهو مصطلح نقدي يقيم من خلاله النص
الشعري، وقد تسبب هذا المصطلح في تقليل أبيات القصيدة، ناهيك عن الملل الذي يشتكي منه الشاعر والمتلقي
مع الإطالة، لذا كان من المهم إيجاد حلول واضحة الملامح، وقد تغلب بعض الشعراء بأساليب متعددة ومنها عنصر
المفاجأة، بحيث يبدأ بشتم حبيبته لجمالها أو التعبير عن سخطه وضيقه والأمور الأخرى، وما يعيب هذا الأسلوب هو عدم موافقة مقتضى الحال في أغلب الأحيان، والأمر الآخر هو عدم وجود آلية منظمة حيث نلاحظ العشوائية وانتحال الفرص ليتم بعد ذلك الشروع في استخدام هذه الأدوات،لهذا سمي بعنصر المفاجأة. وفي جانب آخر نجد بعض الشعراء، الذين برعوا في تقسيم قصائدهم بصورة منظمة إلى عدة محاور، متغلبين على رتابة الوحدة الموضوعية بهذه التغييرات التي نجد من أهم محاورها، محورا يتميز بعنصر الإثارة في تنظيم واضح الملامح، كما في قصائد الشيخ زايد وأسلوبه المميز:
حي بجيل عنا لي ويا مرحبا به وحيّه
عد ماطر همّالي في موسم الوسمية
وعد حبّات الرمالي في الصحرا الصيدحيّة
من شاعرٍ مب سالي عن مفرود الثنية
لي صوّبه في الحالي صوب ٍ ماله دويّة
الشكل و المضمون
: لقد شغلت قضية (الشكل والمضمون)والعلاقة بينهما، حيزاً كبيراًمن النقد الأدبي الحديث لما اثارته من جدل حول طبيعة النص الادبي التي تتصف بالتناقض والوحدة في الوقت نفسه فالشكل المكون الحقيقي للعمل الشعري فهو (الهيكل)أو (البنية) التي تحمل الخصائص الفنية، اما المضمون فهو الذي تمتزج فيه المشاعروالصور ونعني به (المحتوى) أو الانطباعات المحضة التي تتجلى من خلالها صورة العمل الشعري فهو نقطة البدء الضرورية في واقعة التعبير تتصف بخصائص محددة أو ممكنة التحديد لإن الشعر ذو طبيعة مختلفة بل نقيضة لطبيعة النثر إذ نجد ان منطلقات الشعرشكلية فالشكل السابق للقصيدة ليس وجوداً مطلقاً بل انه مرتبط بتجربة الشاعر انه تكامل لشروط معينة خاصة بهذه التجربة وما ان تبدأ عملية التحميل كتابة الواعية حتى تصبح اللغة (ذاتاً) تتحول الكلمات الى مادة وحيدة للتحميل كتابة لذا نستطيع القول: ان مادة الشعر في هذا المنظور ليست (مادية) بل انها عبارة عن شيء مجرد انها مادة معرفية -إذا صح التعبير -طالما انها تنطوي على المعاني العامة كلها.
التجديد في الشعر :
ركز التجديد في اتجاهاته على الموضوع (من الرثاء و البكاء على الاطلال الى الشعر القومي) والأسلوب والصياغة ونظام القصيدة ونسقها (من الشعر العمودي الى الشعر الحر) وترتيبها (تصرف الشاعر في عدد التفعيلات في شعر التفعيلة )ونماذج جاهزة من صور الإيقاع (الصنعة و التكلف في التحميل كتابة )التي لا تنفك عن الموسيقا القوية الطبيعية في اللغة وفي الإنسان الناطق بهذه اللغة. ومن اهم المجددين في الشعر الحديث نازك الملائكة و السياب .

استودعكم الله و آمل لكم دوام الصحة و العافية
.................تحياتي .............





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©