الإشكالية 3: العلاقات بين الناس
الالحل لمشكلة 4: العولمة والتنوع الثقافي
ما المقصود بالعولمة :
- يقول أنتوني جينز: هي عملية اندماج لمجتمعات العالم كي تنصهر في بوتقة واحدة مهما تباعدت بينها المسافات ،يتشارك فيها البشر في الرؤى والخبرات والتحديات
فما هي أسباب ظهور العولمة mondialisation
1/ العولمة نتيجة حتمية لظهور اقتصاد القرية الكونية المبادلات التجارية العالمية الحرة حيث شهد العالم بعد الحرب الباردة بدا من1990 انهيار المعسكر الشيوعي ،وبروز السياسة الليبرالية الرأسمالية أمريكا كقوة إيديولوجية أحادية سعت إلى فرض شامل سيطرتها على العالم من خلال التوسع الرأسمالي،فنتيجة لزيادة إنتاجها ازدادت حاجتها إلى أسواق أوسع خارج أمريكا، وهكذا بالتدريج أصبح العالم مجال للتسويق حيت تحولت الحركة الاقتصادية من سياسة مركزية أو اقتصاد وطني إلى سياسة لا مركزية أي اقتصاد عالمي، وظهرت حركة تجارية عالمية كبيرة ومفتوحة ومتحررة من كل العوائق،وظهرت ما يعرف الشركات المتعددة الجنسيات أو العابرة للقارات نتيجة التحالفات بين الشركات الصناعية والمالية والخدماتية العملاقة أمريكا ،أوروبا ،اليابان التي سعت على زيادة حجم التبادل التجاري الحركة التجارية وإطلاق حرية الأسواق أدى إلى إلغاء أنظمة الحماية الجمركية بحيث يتنازل الحكم الوطني عن سلطته ومسؤوليته بنسبة فائقة اتجاه شعبه ،كما ظهرت التكتلات الاقتصادية لتشكل قوى اقتصادية عالمية الاتحاد الأوروبي،وظهرت مؤسسات مالية وتجارية واقتصادية عالمية كمنظمة التجارة العالمية 1996ومهمتهاالاشراف العالمي الكامل على التجارة العالمية ،وصندوق النقد الدولي ومهمته الإشراف على النظام العالمي المالي.
2/ كما أن التطور الجديد لتقنيات الإعلام والاتصال والمعلوماتية ntic وظهور الأنترنات والأقمار الصناعية الحاصلة في الغرب وأمريكا ساهم بشكل كبير في تقليص المسافات والزمان بين دول العالم وأدت إلى زيادة التقدم والإنتاجية وتوسيع مجال التسويق،وساعدت في توسيع الاقتصاد العالمي وتوطيد العلاقات بين الدول حتى أصبحت شبه قرية اقتصادية كونية لهذا قال الأستاذ غليون: «أن العولمة ديناميكية جديدة تبرز داخل دائرة العلاقات الدولية ،من تحقيق درجة عالية من الكثافة والسرعة في عملية انتشار المعلومات والمكتسبات التقنية والعملية للحضارة. »
3/هذه الحركة الاقتصادية العالمية والتطور التكنولوجي الهائل فتح المجال أمام حرية نتنقل الأفكار والأشخاص والتبادل الثقافي.ولها السبب عرفت بإيديولوجية الألفية الثانية: أي أنها منظومة من الأفكار والمبادئ السياسية والاقتصادية ومن الأنظمة الإعلامية والمعلوماتية والقيم الاجتماعية والثقافية، ودفع العالم كله للعيش فيها.لهذا قيل أنها إستراتيجية تنموية جديدة وجهاز قيادي جماعي للعالم.
هل العولمة سياسة إيجابية؟
أ/إيجابياتها:
إذا كانت العولمة إستراتيجية تنموية جديدة ،وجهاز قيادي جماعيي للعالم فإنها تسعى إلى تحقيق كثير من الأهداف على أصعدة متنوعة:
1. تحقيق الثراء من خلال جعل التجارة عالمية وتوسيع دائرة الحركة الاقتصادية والاستثمارات الدولية والأسواق العالمية المفتوحة: العالمية
2. السعي لتعميم وسائل الاتصال والتواصل وجعل الفرد جزء من منظومة عالمية للاتصالات
3. تعميق التأثير في الثقافات الإنسانية والسلوك الاجتماعي وتوحيد الهوية والانفتاح على العالم حث يرى دافيد روتكويف: أن العولمة لا تزيل فقط الحواجز الثقافية بل تزيل أيضا الأبعاد لسلبية الثقافية فهي خطوة حيوية نحو عالم أكثر استقرارا ونحو حياة أفضل للشعوب لأنها تنشأ عن احترام منهجي حثيث للعادات والتقاليد،وصرح الأستاذ السوري وفيق الهوشي : إذا كانت العولمة انتقال من الإطار الوطني أو الإطار الضيق إلى الإطار العالمي، فهذا رفع من القيمة الإنسانية ومساهمة في التطور الحضاري للإنسانية جمعاء نظرا للتفاعل الثقافي،فلولا الثورة المعلوماتية لماكان هناك تطور حضاري أو تفاعل ثقافي .
ب/السلبيات:
1. إنها سياسة أحادية الأبعاد : فبما أن العولمة نظام لا ينفصل عن التطور العام للنظام الرأسمالي فهي سوق عالمي تحكمه لغة المال والأعمال حيث أن هناك أقطاب فاعلون يتحكمون في سياسة العولمة : الشركات العالمية الكبرى المتعددة الجنسيات والمنظمات العالمية والقوى الاقتصادية كأمريكا وأوروبا واليابان ما هذه الشركات سوى وسيلة لاستغلال الدول الضعيفة خاصة الدول الإفريقية وأمريكا الجنوبية من خلال القروض والديون مما يجعلها في تبعية اقتصادية وتكنولوجية ،وبالتالي فالعولمة تخدم الأقوياء فقط. لهذا قيل أنها جهاز قيادي جماعي للعام من طرف مصالح اقتصادية قوية عابرة للأمم وفوق الدول وهذا ما بينه المفكر هارالد كليمانطا في كتاب كامله الأكاذيب العشر للعولمة في قوله:« أن العولمة تنفلت من المراقبة ،فهي لم تسقط من السماء كقضاء محتوم ،إنها مقصودة وتتحكم فيها قيادة المنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي fmi والمنظمة العالمية للتجارة. Omc » وهذا ما يبرز عمليا من خلال الهيمنة والسيطرة الأحادية الاتجاه فالسياسة الأمريكية تفرض شامل منطقها واتجاهها في جميع الميادين،وبالتالي فهي أمركة للعالم.
2. إنها سياسة لبيرالية قائمة عل حرية التبادل الاقتصادي التي لا تحكمها قوانين مما ينتج عنه دول قوية ودول ضعيفة
3. تقليص سيادة الدول وتهميشها وتذويب الفوارق الثقافية وإزالة الحدود بين الدول.
4. إنها عولمة مادية بحتة توجهها السياسة اللبيرالة المتوحشة
5. أنها مصدر بؤس ومشاكل اجتماعية وهذا ما أكدته الحركة الحماياتية وهي حركة احتجاجية عالمية مناهضة للعولمة الليبرالية باسم الحقوق الاجتماعية التي رأت أنه بالرغم من وجود منظمة الدفاع عن حقوق العمال ott إلا أن العولمة لاتنظر إلى قدسية الإنسان وكرامته وإنما تراه كأشياء تعامل كبضائع تتحدد قيمتها في السوق،فلا تراعي العمال وتستغلهم عن طريق خفض مناصب الشغل وتسريحهم مما يؤدي إلى الفقر والفقر وانتشار الجريمة.
6. إنها وسيلة للغزو الثقافي وطمس الهوية الثقافية والتدمير الأخلاقي في الأمم عبر أجهزة الاتصالات والتكنولوجيا و المعلوماتية الحديثة وترويج لمغريات الثقافات الغربية في الأخلاق
7. تقضي على التنوع الثقافي وهذا ما أكده إمانويل كانط في قوله : «إن التنوع الثقافي هو محافظة على الرصيد الحضاري وقدسية الدولة وتميز هويتها،لذا لابد من التمييز بين ماهو خصوصي ذاتي وماهو عالمي»

وعيله فالعولمة سيف ذوحدين،وإذا كانت الدول العربية والمسلمين مجبرين على انتهاج هذه السياسة العالمية لابد منها أن تتوحد وتتكتل في جميع الميادين حتى تكون لها القدرة على مواجهة تحديات العولمة مثلما فعل الاتحاد الأوروبي.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©