تحية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ربما تجدون ما تبحث شاملون عنه هنا في هذه المقالات.

المقالة الأولى : دافع عن الأطروحة التالية :" المنطق آلة ضرورية لتطابق الفكر مع ذاته "
- الشرح طريقة : الاستقصاء بالوضع
 المقدمة :
يسهل علينا التأكد من صحة المعارف التجريبية الواقعية وذلك باللجوء إلى التجربة، لكن المعارف العقلية يستعصى علينا التأكد من صحتها وإذا أردنا أن نفعل ذلك نجد أنفسنا مضطرين إلى البحث شامل عن قوانين توجه الفكر وتجعل الفكر متطابقا مع ذاته ففيما تتمثل هذه القوانين ؟
 طبيعة الموضوع : عرض الأطروحة :
المنطق هو مجموع القواعد التي توجه الفكر نحو الصواب وتحميه من التناقض مع ذاته وعرفه أرسطو بقوله المنطق آلة العلم وصورته". أما ابن سينا فيعرفه بقوله " إنه الصناعة النظرية التي تعرفنا من أي الصور، والمواد يكون الحد الصحيح الذي يسمي بالحقيقة حدا والقياس الصحيح الذي يسمى بالحقيقة برهانا " ويعرفه الفارابي بقول: "الصناعة التي تعطي بالجملة القوانين التي شانها أن تقوم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب ونحو الحق في كل ما يمكن أن يغلط فيه من المعقولات "فالمنطق هو الآلة التي توجه الذهن وتضبط حركاته وتجعله على انسجام تام بعيدا عن كل خطأ، ويعود الفضل في تأسيس القوانين المنطقية إلى المعلم الأول أرسطو .
 إثبات الأطروحة :
تتمثل قواعد المنطق الصوري التي يجب احترامها حتى يتطابق الفكر مع ذاته في قواعد التعريف المنطقي، سواء كان هذا التعريف بالحد مستخدما الفصل النوعي، أو بالرسم وذلك باستخدام العرض والخاصة، ويتعهد مبحث شامل التصورات والحدود بضبط قوانين التعريف المنطقي، ومبحث شامل القضايا يتولى تحديد الأحكام الصحيحة سواء كانت القضايا حمليه بسيطة أو قضايا شرطية مركبة، كما يتولى مبحث شامل القضايا ضبط قوانين الاستغراق التي تكون أساسا لضبط قواعد القياس الحملي .وأخيرا مبحث شامل الاستدلالات الذي يسطر قواعد التقابل والعكس المستوي وقواعد القياس الحملي والشرطي حتى تكون الأحكام فيهما صائبة . ويصبح مفروض رسميةا علينا الالتزام بهذه القواعد حتى يكون تفكيرنا خاليا من الخطأ والتناقض . وهذا ما عبر عنه ابن حزم الأندلسي بقول :"إن علم المنطق يقف على الحقائق كلها ويميزها من الأباطيل تمييزا لا يبقى معه ريب".
 نقد خصوم الأطروحة :
عارض ديكارت المنطق الصوري بشدة وبين أنه لا جدوى من القياس لأن نتائجه مجرد تحصيل حاصل، لأنها لا تأتي بالجديد فهي متضمنة في المقدمات وهذا ما ذهب إليه هانز ريشنباخ بقوله :" ما تفعله النتيجة في المنطق سوى نزع الغلاف عن المقدمتين " . لكن هذه الانتقادات مردودة على أصحابها، لأن ديكارت أثناء تأسيسه للكوجيتو استخدم المنطق في حد ذاته فانطلق من مقدمة كبرى فصغرى ثم النتيجة على النحو التالي : ( أنا أفكر . إذن أنا موجود ) كما أن العلوم تعتمد في غالب الأحيان على المنطق في ضبط المفاهيم الخاصة بها.
 الخاتمة :
حتى يتطابق الفكر مع ذاته وجب عليه أن يلتزم بقواعد المنطق الصوري.








المقالة الثانية : تطابق الفكر مع ذاته
- ما هي شروط التعريف المنطقي ؟
 الشرح طريقة : الاستقصاء الحر :
 المقدمة:
احتل المنطق مكانة عالية لدى الكثير من المفكرين، لما يلعبه من دور بالغ في تصويب الفكر، ومن مباحثه الأساسية مبحث شامل التصورات والحدود الذي يهتم بتسطير شروط التعريف المنطقي ففما تتمثل هذه الشروط ؟
 التحليل :
يهتم مبحث شامل التصورات والحدود بتشييد قواعد التعريف، والتعريف هو القول الشارح الذي يبن خصائص الشيء ويميزه عن غيره وحتى يكون التعريف واضحا جليا ومنطقيا وجب أن يتضمن الشروط التالية :
- يجب أن يكون التعريف بالكليات الخمس ( تتمثل في : الجنس، النوع، الفصل النوعي، الخاصة، العرض العام ) أو على الأقل بالجنس والنوع والفصل النوعي .
-لا يجب أن يكون التعريف بالضد كقولنا "الحياة ضد الموت"
-لا يجب أن يكون التعريف مجازيا
-يجب أن يكون التعريف جامعا مانعا
- لا يجب أن يحتوي التعريف على الحد المعرف كأن نقول " الماء هو الماء "و وسنحاول أن نلتزم في المثال التالي بشروط التعريف المنطقي، حيث نضبط تعريف الإنسان ويكون التعريف على النحو التالي :
الجنس : حيوان
النوع : إنسان
الفصل النوعي : مفكر
الخاصة : ضاحك
العرض العام : يمشي على قدمين .
نجد في النهاية أن الإنسان حيوان مفكر ضاحك يمشي على قدمين .
إن احتواء تعريف الإنسان على الشروط المنطقية جعله واضحا جليا في الذهن خاليا من كل غموض، وكلما التزم الإنسان بهذه الشروط استطاع أن يحدد المصطلحات والمفاهيم بكل دقة وهذا ما يساعدنا على بلوغ الدقة، غير أننا نجد صعوبة في التمسك والالتزام بكل هذه الشروط مع كل المصطلحات ويتفق أغلب المفكرين على أن المفهوم الوحيد الذي احتوى على هذه الشروط هو مفهوم الإنسان .

 الخاتمة :
شروط التعريف المنطقي تتمثل في احتوائه على الكليات الخمس أو على الأقل الجنس، النوع والفصل النوعي، كما يجب أن يكون التعريف واضحا جليا خاليا من الغموض والسلب والحد المعرف .










المقالة الثالثة: في تطابق الفكر مع ذاته
- وجدتك نفسك أمام موقفين متعارضين أحدهما يتبنى المنطق كمنهج لبلوغ الصواب، والثاني يفض ذلك . فشرح طريقة كيف تنهي هذا التعارض ؟
 الشرح طريقة : جدلية
 الـمقدمة :
تتعدد المعارف وتتنوع بتنوع العلوم، فمن العلوم ما هو واقعي ملموس، يستند إلى التجربة ومنها ما هو عقلي فكري يستند إلى المنطق الذي يعتبر جملة من القوانين التي توجه الذهن وتحميه من الخطأ والتناقض فهل بالإمكان تجاوز هذه القوانين أثناء البحث شامل عن المعارف السليمة ؟
 الرأي الأول :
التفكير الصائب يقتضي الالتزام بقواعد المنطق، وهذا ما ذهب إليه أرسطو الذي كان له الفضل في تأسيس القوانين المنطقية وبين أن العقل يمضل إذا تجاوز هذه القوانين وهذا ما أيده في الفكر الإسلامي الفارابي الذي أكد أن المنطق هو الآلة التي توجه الذهن نحو الصواب يقول في ذلك " المنطق هو جملة القوانين التي تسدد العقل نحو الصواب فيما يمكن أن يغلط فيه"، وهذا ما ذهب إليه أيضا ابن سينا بقوله " المنطق هو الآلة التي تمنع الذهن من الوقوع في الزلل "كما أكد ابن حزم على ضرورة الالتزام بالقوانين المنطقية حتى نصل إلى الصواب يقول في هذا الشأن " إن علم المنطق يقف على الحقائق كلها ويميزها من الأباطيل تمييزا لا يبقى معه ريب ". هذا وقد أشاد برترند راسل - في تحميل كتابه أصول الرياضيات - بدور المنطق في تطوير الرياضيات وتوجيه العقل نحو الحق . ويصبح لزاما علينا التمسك بالقوانين المنطقية حتى يكون تفكيرنا صحيحا.
 النقد :
ساهم المنطق في تطوير العلوم وتوجيه الفكر، لكن ليس بالصفة المطلقة التي تحدث عنها الفارابي أو ابن سينا لأن هناك علماء وصلوا إلى المعارف الصحيحة دون أن تكون لهم دراية بقوانين المنطق أو أصوله، وهذا يعني إمكانية بلوغ الصواب مع تجاوزنا لقوانين المنطق .
 الرأي الثاني :
القوانين المنطقية ليست معيارا للصواب وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية في تحميل كتابه نقض المنطق حيث بين فيه أن المنطق بعيد كل البعد عن الدقة ن فنتائجه ظنية وتحتمل الصدق والكذب لأن مقدماته ظنية، كما أن المنطق لا ينتهي إلى ممارسة واقعية. وشكك ديكارت في جدوى القياس المنطقي ونعته بالعقم يقول في ذلك " تبين لي فيما يتعلق بالمنطق أن أقيسته وأكثر تعاليمه الأخرى لا تنفع في تدريس الأمور بقدر ما تعيننا على أن نشرح لغيرنا من الناس ما نعرفه منها ... فالمنطق صناعة تعيننا على الكلام بدون تفكير عن الأشياء التي نجهلها "، هذا القول يدل على المنطق لا يفيد الإنسان في اكتساب معارف جديدة وهذا ما أكده هانز ريشنباخ بقوله "ما تفعله النتيجة في المنطق هو نزع الغلاف عن المقدمات لا أكثر "، وهذا يعني أن المنطق لا يمدنا بحقائق تركيبية ما لم نكن نعرف حقائق تركيبية من قبل . يتبن إذن أن المنطق آلة عقيمة بعيدة عن الدقة .
 النقد :
لا يمكن تجاهل العيوب الموجودة في المنطق والتي بينها بعض المفكرين بالحجة والبرهان، لكن التنكر للمنطق بصفة كلية يعد إجحافا في حق أرسطو، لان المنطق يبقى الضابط للأحكام والمفاهيم عن طريق المباحث التي يحتويها .
 التركيب :
لا يمكن إلغاء قوانين المنطق بصفة كلية، كما لا يمكن اعتبارها أساس الصواب في كل الأحوال ورغم العيوب الموجودة على مستوى القوانين المنطقية يبقى المنطق آلة ضرورية على الأقل لتصويب المعارف العقلية الفكرية .
 الخاتمة :
بعض أنواع التفكير الصائب تقتضي منا الالتزام بقواعد المنطق .
المقالة : في تطابق الفكر مع ذاته
- يرى بعض المفكرين أن المنطق الصوري لغوي ، كما أن نتائجه عقيمة لا تأتي بالجديد، فهي مجرد تحصيل حاصل. تنطوي هذه الأطروحة على عدة مغالطات و تناقضات، بالاعتماد على هذه التناقضات .أبطل هذه الأطروحة.
الشرح طريقة : الاستقصاء بالرفع
مقدمة :
يصدر الإنسان في حياته اليومية مجموعة من الأحكام لتقييم الأشياء، و عادة ما تحتوي هذه الأحكام على الصواب أو الخطأ، و للتأكد من صحة أو كذب هذه الأحكام التي نصدرها لابد من استخدام أدوات هامة هي المنطق، لكن رغم هذا ذهب بعض المفكرين إلى نفي أهمية المنطق. فشرح طريقة كيف لنا أن نبطل مقولتهم ؟
عرض منطق الأطروحة :
يختلف مفهوم المنطق من مفكر إلى آخر، فقد عرفه ابن سينا بقوله "المنطق هو الآلة التي تمنع الذهن من الوقوع في الزلل" و عرفه هاملتون بقوله "هو ذلك العلم الذي يبحث شامل عن صحيح الفكر و خاطئة" و إذا أردنا أن نبحث شامل عن تعريف جامع سيكون مجموع القواعد التي توجه الذهن نحو الصواب و تبعده عن الخطأ، و للمنطق ثلاث مباحث هي :
- مبحث شامل التصورات و الحدود: و يهتم هذا المبحث شامل بتحديد مفهوم التصور و الحد والكليات الخمس و ضبط شروط التعريف المنطقي
- مبحث شامل القضايا: و هدا المبحث شامل يتعرض لدراسة القضايا و أنواعها و الإستغراق فيها
- مبحث شامل الإستدلالات : يهتم هذا المبحث شامل بدراسة شروط القياس و ضبط نتيجته حتى تكون صحيحة .
و عن طريق هذه المباحث الثلاث يوجه المنطق الفكر ليتفق مع ذاته، و ذهب طائفة من المفكرين بوصف المنطق بالمنهج العقيم بحجة أن نتائجه لا تأتي بالجديد و أنها متضمنة في المقدمتين
إبطال الأطروحة :
تبدو نتائج المنطق متضمنة في المقدمتين فعلا، لكن المنطق لا يدرس مشروح القياس فقط فهو يهتم بضبط التعاريف للعلوم الأخرى، و إذا أردنا أن نلغي قيمة المنطق فعلينا أن نلغي قيمة العلوم الأخرى، فها هي الرياضيات- باعتبارها قمة الدقة و اليقين- تعتمد غلى مبحث شامل القضايا كما تعتمد على مبادئ العقل التي سطرها أرسطو و يكفي أن أبو حامد الغزالي حكم على قيمة المنطق بقوله" من لا يعرف المنطق لا يوثق بعلمه ."
نقد مؤيدي الأطروحة :
أشهر ديكارت عداوته للمنطق الأرسطي و رفض القياس فأسس بذلك المنطق الرياضي، لكن ديكارت وقع فيما حاول الهروب منه، إذ أن فلسفته المعروفة بالمنطق الديكارتي القائلة " أنا أفكر إذن أنا موجود" ليست سوى قياس أرسطي مركب من مقدمة و نتيجة ،حتى أن خصوم المنطق اعتمدوا على المنطق في الدفاع عن رأيهم .
الخاتمة :
لا يمكن نفي قيمة المنطق بحجة أن نتائجه تحصيل حاصل، لأنه مستخدم في كل العلوم الأخرى و إنكاره ليس سوى إنكارا لقيمة العلوم .



للامانة منقول عن الاخ شبكة الشارح الاسلام جزاه الله كل خير




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©