النص: أمل دنقل


(1)
لا تصالحْ !
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:

(2)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
بالتفصيل الممل كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وبالتفصيل الممل كيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
بالتفصيل الممل كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح ،

(3)
لا تصالح لا تصالح,,,,
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
بالتفصيل الممل كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
بالتفصيل الممل كيف تنظر في عيني امرأة ..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
بالتفصيل الممل كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام
- بالتفصيل الممل كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟
لا تصالح

(4)
لم أكن غازيًا ،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ !

فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !
وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ : ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(5)
لا تصالحُ .. لا تصالح ,,,,
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..
في شرف القلب
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
(والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة ! )
(6)
لا تصالح,,,,,
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
(وامتطاء العبيد)
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،

وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
لا تصالحْ لا تصالح ....



------------------------------------------------------------------------------------------------


الأسئلة

البناء الفكري:08

1 -إذا كان العنوان بنية من بنيات النص فماذا فهمت من :لا تصالح
2-في المقطع الثالث يضع الشاعر الأخر في مواجهة مع النفس بنبرة عنيفة فما نوع هذه المواجهة؟ وما هدف الشاعر منها؟
3- يقول الشاعر في المقطع الرابع: فرأيت ابن عمي الزنيم – واقفا يتشفى بوجه لئيم
فمن قصد بابن العم هذا ؟ ما علاقة الشاعر به؟
4- ابحث كامل في النص عن المقطع الذي وظف فيه الشاعر العبارات الدالة على الاستكانة والضعف علل لاجابتك
5- ما هو النمط الغالب في المقطع الرابع؟ دل على خصائصه
6- ضع رسما لعملية التخاطب وحاول تطبيقها على النص.

البناء اللغوي:08

1- لأسلوب الاستقهام في النص اهمية في تجسيد الحالة النفسية للشاعر . حدد مواضعه من النص مبينا غرضه الأدبي
2- اعتمد الشاعر في بناء قصيدته على توظيف ضميريين حددهما مبينا دلالة هذا التوظيف
3- اعرب ما تحته خط اعراب مفردات وما بين قوسين اعراب جمل
4- استخرج صورة بيانية من المقطع الثاني ثم بين نوعها وسر بلاغتها
5- قطع اسطر المقطع الأول ثم اوجد نوع التفعيلة التي بني عليها الشاعر قصيدتة


التقويم النقدي 04
ان الحركة التجديدة للشعر العربي لاقت معارضة شرسة من قبل المحافظين على عمود الشعر ولعل من ابرز المعارضين العقاد. فعلى ضوء دراستك لكثير من القصائد العربية ( القديمة والحديثة) وازن بين خصائص القصيدة العمودية والقضصيدة الحديثة مصنفا قصيدة امل دتقل معللا لماذا

الإجابة:
البناء الفكري (08)
1- حقا إن العنوان بنية من بنيات النص وعنوان هذه القصيدة (لا تصالح) دال علي الرؤية التي يؤمن بها ويقتنع بأفاقها المسنقبلية فهو يبدأ الخطاب بالنهي مع العنوان (لا تصالح) ثم يتكرر هذا في كل المقاطع مما يحول النهي إلي أمر صارم لا يقبل معه النقاش: أمر نابع من رؤية الشاعر بعدم جدوى المصالحة مع العدو ,فمهما كان المقابل مغريا يبقى تافها أمام فظاعة العدو.
2- في المقطع الثالث يضع الشاعر(الآخر) في مواجهة التفس بنبرة عنيفة لأنه يحاول أن يحيي فيه الشهامة العربية و غيرة الرجل العربي على حريمه ( بالتفصيل الممل كيف تنظر في عين امرأة أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها) و الهدف من ذلك هو أمله أن يفيق الآخر من غفوته و يعمل بنصيحة الشاعر المتمثلة في إعلان التمرد على كل أشكال المصالحة.
3ـ يقول الشاعر في المقطع الرابع: فرأيت ابن عمي الزنيم
واقفا يتشفى يوجه لئيم

إبن العم: هو اليهودي فمن المعروف تاريخيا أن العرب و اليهود يشتركان في جد واحد هو: إبراهيم الخليل، لكن العرب من نسل اسماعيل بن هاجر و اليهود من سارة زوجة ابراهيم.
من خلال هذا المقطع يدعو الشاعر العرب إلى عدم مصالحة العدو حتى و لو أتوا رافعين أكف السلام مدعين حقن الدماء لصلة القرابة التي تربطنا ( فلتقل لهم إنكم لم تراعوا حق العمومة و قتلي تحميل دليل على ذلك).
4ـ المقطع الذي وظف فيه الشاعر العبارات الدالة على الاستكانة و الضعف هو السادس:ملأتها الشروخ/ يحبون طعم الثريد/ إمتطاء العبيد/ عمائمهم فوق أعينهم/ نسيت سنوات الشموخ.
5ـ نمط المقطع الرابع: هو النمط السردي.
خصائصه: الفعل الماضي وقد ارتفعت نسبته كثيرا لانه يتناسب مع عملية الحكي والسرد ومنها : صافحني ، سار ، اختبأ ، ثقبتني، اهتز، انفثـأ، تحاملت ، رأيت ..........
بالاضافة الى المضارع المجزوم بأداة النفي" لم" فدل على الماضي : لن أكن ، لم أمد، لم اطأ، لم يصح ....

الاطار المكاني :
مضاربهم ، بساتنهم، في الغصون.
الشخصيات : أنا،الآخر.

السياق ــــــــ الرسالة
6- المرسل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ المرسل اليه
الشفــــــــرة


المرسل: الشاعر ( أمل دنقل الذي تقمص شخصية الفلسطيني)
المرسل إليه: المواطن العربي
السياق: عقد المعاهدات والاتفاقيات لابرام المصالحة مع العدو الصهيوني (كامب دافيد).
الرسالة: طرح مبررات واقعية تجعل رفض المصالحة منطقيا ومطلوبا ( المصالحة مع العدو الصهنوي مستحيلة).
الشفرة: اللغة الشعرية الموحية والتي لعبت دورا كبيرا في ترسيخ الوظيفة التأثيرية التي تبناها الشاعر مثل : البهجة المستعارة : توحي بالنفاق والمكر – الدم : توحي بالصلة التي تربطنا بضحايا العدو – الخلف: توحي بالغدر – السيف : يوحي بالكرامة والشرف.....

فاللغة اذا تتدفق بدلالات احائية عميقة تتجاوز حدود المعجم لترتبط بالدفقة الشعورية وما تشيعه من انفعالات وتوترات

البناء اللغوي08)
1- وظف الشاعر اسلوب الاستفهام في مواضع عدة منها :
في المقطع الثاني :
- بالتفصيل الممل كيف تخطو على جثة ابن ابيك ؟
- بالتفصيل الممل كيف تصير المليك ؟
- بالتفصيل الممل كيف تنظر في يد من صافحوك ؟

في المقطع الثالث :
- بالتفصيل الممل كيف تنظر في عين امرأة؟
- انت تعرف انك لا تستطيع حمايتها؟ بالتفصيل الممل كيف ترجو غدا لوليد ينام؟
فهذا الاسلوب الاستفهامي بالآدات ( بالتفصيل الممل كيف) غرضه الاستنكار والتعجب ، يفيد ايضا معرفة الشاعر بخصوصية الشخصية التي يخاطبها وخصائصها النفسية .
2- اعتمد الشاعر على ضميرين هما : ضمير المتكلم : أنا ، وضمير المخاطب : انت .
أنا ـــــــــــــــــــــــــــــ دال على الشاعر الذي يمثل الضمير العربي الحي، كما يجسد نزعة الشاعر القومية.
أنت ــــــــــــــــــــــــــــ دال على الآخر ، على الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه ولم تشاوره بعض الأنظمة العربية وهي تضع يدها في يد العدو . وتوقع معاهدة السلام المخزية .
هذه الثنائية لعبت دورا فعالا في بناء القصيدة، حيث كشفت عن احوال الشاعر النفسية وخققت عملية الاتساق المؤدي الى انسجام المعاني.

3- الإعراب :
ثقبتني: فعل ماض مبني على القتح والتاء للتأننيث والنون للوقاية لا نحل لها من الاعراب والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به مقدم.
الزمان : بدل اسم الاشارة ( بدل مطابق) مرفوع وعلامة رقعة الضمة
والصمت يطلق ضحكته الساخرة : جملة اسمية في محل نصب حال
امتطاء العبيد : جملة معطوفة على سابقتها لا محل لها من الاعراب

4- الصورة البيانية : فالدم الآن صار وساما وشارة : تشبيه بليغ حذفت منه الآداة ووجه الشبه .
بلاغته: يِؤثر على النفس ويخرك ساكنها وذلك بتمكين المعنى من القلب، كما استطاع الشاعر بعيقريته الفذة التماس وجه الشبه للمشبه ( الدم) من غير جنسه ( وساما) فحقق بذلك الاتقان في الصورة التشبيهية.

5- التقطيع:
لا تصالح
/0//0/0
فاعلن فـا

ولو منحوك الذهب
//0/// 0 /0 //0
علن فعلن فاعلن
أترى حين أفقأ عينيك
///0/0//0///0/0/
فعلن فاعلن فعلن فاعـ................................ يتبع

اختار الشاعر تفعيلة بحر المتدارك فاعلن : مع وجود ما يطرأ عليها من علل وزحافات.

ا




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©