المولد
ولد محمد ديب يوم 21 جويلية 1920 بتلمسان، وقد ذاق الأمرين اليتم والفقر وهو صغير إذ توفي أبوه وهو في العاشرة من عمره، ولم يثنه ذلك عن متابعة دراسته بجد وكد في مسقط رأسه تلمسان.

رحلات عديدة ووظائف متقلبة
انتقل محمد ديب إلى مدينة وجدة بالمغرب لمدة قصيرة، ثم ذهب إلى الجزائر ليمتهن التدريس في الغرب الجزائري عام 1939، وانتقل عام 1942 للعمل في السكك الحديدية.

عمل محمد ديب محاسبا ثم مترجما في جيش الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية خاصة وأنه كان يتقن المادة اللغة الفرنسية والإنجليزية. ومن الترجمة تحول إلى تصميم الديكورات عند بعض معارفه من حرفيي النسيج بتلمسان خاصة موتيفات الزرابي من 1945 إلى 1947. وفي 1948 حل بالجزائر العاصمة فلقي الأديب الفرنسي الجنسية الجزائري المولد والنشأة ألبير كامو وغيره من الأدباء الجزائريين كمولود فرعون.
وفي عام 1950 التحق بالصحافة فعمل في جريدة "الجزائر الجمهورية" إلى جانب الأديب كاتب ياسين. لم تكن تحميل كتابات محمد ديب الصحفية مهادنة للاستعمار الفرنسي، وقد استعدت عليه تلك المقالات الشرطة المادة اللغة الفرنسية فاتهمته بالوطنية المتهورة والمغالاة في الدفاع عن الجزائر، فقررت نفيه لأنه تجاوز الخطوط الحمراء المسموح بها في النقد.
بعد ذلك جاب محمد ديب بلدانا كثيرة ومدنا عديدة فمن باريس إلى روما، ومن هلسنكي إلى عواصم أوروبا الشرقية، وطاب له مقام بالمملكة المغربية عام 1960، ومع استقلال الجزائر عام 1962 عاد محمد ديب إلى أهله وذويه.
التحميل كتابة
كان مولد محمد ديب الأدبي عام 1952 حين صدرت له أول رواية هي "البيت الكبير"، وقد نشرتها "لوسوي" المادة اللغة الفرنسية، ونفدت طبعتها الأولى بعد شهر واحد. كما أصدر رواية "من يذكر البحر؟"، ثم رواية "الحريق" التي تعلن إرهاصات الثورة الجزائرية. ومن الغريب أنه بعد ثلاثة أشهر من نشرها انطلقت ثورة الفاتح من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954 التي تواصلت حتى انعتق الجزائر من الاستعمار الفرنسي.
وفي عام 1957 نشر رواية "النول". ثم توالت تحميل كتاباته السردية ما بين 1970 و1977 فنشر ثلاث روايات هي "إله وسط الوحشية" عام 1970، و"سيد القنص" عام 1973، و"هابيل" عام 1977.
ويذكر النقاد أن محمد ديب كان في البداية يالكتب الشامل الوافية الرواية الواقعية لكنه انعطف عن ذلك الأسلوب حين تبين له عجز هذا النهج عن "إنارة عتمات عصرنا بأضواء كاشفة". يقول محمد ديب "لا يمكن التعبير عن جبروت الشر عن طريق وصف المظاهر المألوفة، لأن مجاله هو الإنسان بأحلامه وهذيانه التي يغذيها بغير هدى، والتي سعيت أن أضفي عليها شكلا محددا".
ترك محمد ديب أكثر من 30 مؤلفا منها 18 رواية آخرها "إذا رغب الشيطان" و"الشجرة ذات القيل" عام 1998، وخمسة دواوين شعرية آخرها "آه لتكن الحياة" عام 1987، وأربع مجموعات قصصية آخرها "الليلة المتوحشة" عام 1997، وثلاث مسرحيات آخرها "ألف مرحى لمومس" عام 1980، إلى جانب عدد من الترجمات الأدبية إلى المادة اللغة الفرنسية خاصة من اللغة الفنلندية التي استقر نهائيا بين أهليها اعتبارا من عام 1989.
كان يقول عن نفسه متحدثا عن هويته وعلاقتها باللغة "إن أخيلتي وتصوراتي نابعة من مادة المادة اللغة العربية، فهي لغتي الأم، إلا أنها مع ذلك تعتبر موروثا ينتمي إلى العمق المشترك. أما اللغة المادة اللغة الفرنسية فتعتبر لغة أجنبية مع أني تعلمت القراءة بواسطتها، وقد خلقت منها لغتي التحميل كتابية".
الجوائز والأنشطة

في 1963 نال في الجزائر جائزة الدولة التقديرية للآداب برفقة الشاعر محمد العيد آل خليفة. وكان أول كاتب مغاربي يحصل على جائزة الفرنكفونية، وذلك عام 1994 حيث تسلمها من الأكاديمية المادة اللغة الفرنسية تنويها بأعماله السردية والشعرية.

كما يعد محمد ديب عضوا نشطا في عدة ورشات وحلقات علمية في الجامعات الأوروبية والأميركية التي تهتم بالأدب بصفة عامة والرواية المغاربية بصفة خاصة.
وفاته
بعد أن الكتب الشامل الوافية الرواية والقصة مشوقة والشعر والمسرحية وعاش أزيد من 80 سنة توفي الأديب الجزائري محمد ديب يوم 2 مايو/ أيار 2003 بسان كلو إحدى ضواحي باريس.
ارجو ان ينال اعجابكمو الصور تجدونها في مواقع اخرى



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©