بسم الله الرحمن الرحيم

سلام على العائلة ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الكهف وفضلها على من قراها
سورة الكهف

هده السورة التي جاء فضلها إن من قراها كل يوم جمعة نجى من فتنة المسيح الدجال , فيها من الايات والعجائب ما يدهل العقول ويجير الالباب.

بدات بحمد الله تشريفا لها وتكريما لما تحمله من عبر المؤمنين الذين بلغوا غاية اليقين , قصصها لا يصدقها الا من ارتقى الى درجة ايمان الانبياء والصديقين, قصص تتحدى مدراك العقل وسياقات الاخبار, من صدق بمن جاء فيها لا تضره الفتنة مهما كانت, حتى لو كانت فتنة المسيح الدجال.

اول هده القصص هي قصة مشوقة اهل الكهف التي سميت بها السورة, اعجب ما عرفت البشرية من ايات القدرة على البعث, حقائق فوق قدرة العقل لا يتحملها الا قلب مملوء الايمان الى درجة اليقين , جماعة لا يعلم عددها الا الله والقليل من الناس تقر بدينها تاركة وراءها كل شئ تنام 313 سنة في كهف موحش ثم يبعثةن هكذا ارادها الله اية للعالمين بالتضحية والبلاء للموقينين وفي البعث للمكذبين .

قص علينا القران هده القصة مشوقة دون الافصاح عن عدد اهل الكهف لانه لا يهمنا بقدر ما تهمنا المدة التي مكثوها في الكهف , لان العبرة في المدة وليس في العدد والان وبكل الامكانيات التكنولوجية والطرق العلمية للتنويم لن يستطيع الانسان إن يحقق اكثر من بضع سلعات او ايام معدودات على الاصابع تحت رعاية مستمرة مكلفة ومتعبة, هكذا اثبت العلم تحدي القران وعجز عن محاداته ولا يزال القران يتحدى , عاش نوح عليه السلام 950 سنة ونام اهل الكهف 313 سنة ولله في خلقه شؤون , وفي كل الاحتمالات نرى إن ثمرة الايمان غالية جدا والحفاظ عليها يكلف الكثير فهل يستطيع مسلم هدا العصر إن يضحي بجزء قليل من صحته وماله ووقته في سبيل دينه وايمانه في هدا العصر لا يتأرجوا طلب منه اكثر من المحافظة على الواجبات مزلية واجتناب المنهيات ؟؟

ما اجحفك اخي المسلم وانت تقرا هده القصة مشوقة فاسال نفسك مذا اعطيت في سبيل ايمانك ؟ وبماذا ضحيت وسترى انك مقصر الى درجة تستحي فيها من نفسك , لم تاتي قصة مشوقة الرجلين الغني والفقير , وينتقل بنا السياق القراني من فتنة السلطان وظلمه وجبروته الى فتنة المال ويالها من فتنة لانها تاتي من داخل النفس الامارة بالسوء , لا يستطيع الانسان إن يهرب الى كهف او الى فنات , صاحب المال تسكنه فتنته ولا تفارقه , تذكرنا هده القصة مشوقة بقصة مشوقة قارون هؤلاء الاغنياء الذين استغنوا عن الله فاستغنى الله عنهم ومدا لهم في المال والجاه مدا.

إن الغني لا ينجيه من عذاب الله الا الشكر بالقول والفعل دون منا ولا اذى , إن هده القصة مشوقة المقارنة بين الغني والفقير في الاستعداد الايماني اكدها القران الكريم في كثير من المواقف , الغني ليس كله شرا وانما ياتي السياق دائما هكذا ليحذر امة محمد من الوقوع في مهالك الغرور والطغيان والجور واكل اموال الناس بالباطل , ثلاثة لا يامنون مكر الله السلطان والمال والقوة , ولا يامن مكر الله الا القوم الكافرون.

وهكذا مهما كان اقتصاد امة قوي افراد كانت او جماعات فهو مبني على اسس سخرها الله للانسان, فلما يتجاوز حدود الطغيان ياتي امر الله فيدمره , فاعتبروا يا اولي الالباب.

ثم يصور لنا القران الحياة الدنيا بعد كل هدا, بعد البلاء وحرص الانسان عليه, يصورها لنا شرح كيف تبدا من العدم وتنتهي الى العدم , بخار فماء فغبار تدروه الرياح , قال الفيزيلئيون المادة لا تستحدث تاتي من حيث تعود, الوحيد الذي يبعث ويحاسب هو هدا الانسان الظلوم الجهول ويحاسب على كل حركة وكل سكون , فهل نعتبر ؟

هدا ندخل من نشعر ولا نشعر الى قصة مشوقة سيدنا موسى وصاحبه "الخضر" ذلك الرجل الصالح , هده القصة مشوقة التي سكب فيها حبر كثير اعجزت عباقرة عالم الايات والمعجزات عن استخراج كل عبرها ومدلولاتها , عندما يلتقي نبي رسول وولي من اولاياء الله احاطه الله بما شاء من العلم فلا يكون هدا اللقاء الا نمودجا فريدا من نوعه علما ظاهر , وعلم لذني باطن, ولو صبر موسى اكثر , كما جاء في بعض الروايات لسجل لنا القران عجائب لا يعلمها الا الله الا إن هدا العلم اللذني كان فوق قدرات موسى على الصبر فاكتفى بما شاء الله له , حرق السفينة , قتل الغلام , وبني الجدار , هدا ما يسمى في عرفنا اليوم وقوانين بالصالح العام , كلمة حق يراد بها اليوم الباطل , باسم الصالح العام تتحكم قوى الشر في العالم , تنتهك الحريات وتغتصب الحقوق وتقهر الشعوب هدا الصالح العام الذي تستعمله الدول العضمى والقوية لابتزاز الشعوب وحرمانها من تطوير الصناعات في مختلف المجالات , إن حق الفيتو لاحتكار وسائل القوى في جميع الميادين , ولو راجعنا الكتب الكاملة بني اسرائيل القديمة لا شك اننا نجد انهم قد صنفوا الخضر ارهابي , وبالمقابل يحرم علينا ويمنعوننا من تطبيق حدود القصاص, كرجم الزاني وجلد القاذف وقتل القاتل وقطع يد السارق .... باسم الحرية التي ينتهكون حرماتها في كل مكان وعلى مراى من الجميع, وباسم الديمقراطية التي تعطي حق التصرف الا لهم ... فماذا فعلنا نحن مقابل هذا غير استسلام الميت لمغسله؟؟ ثم ينتقل بنا السياق القراني الى قصة مشوقة ذي القرنين, هذا المهندس الداعي الى الله , المهندس المربي, المجاهد التكنولوجي جاءت هده القصة مشوقة لتهلمنا إن الايمان ليس لباس ولحية وحجاب , زليس صلاة وزكاة وصوم وحج , وانما هو جهاد بالعلم بجميع انواعه , تصور اخي المؤمن لو إن اهتمام شبابنا كان بالعلم والبحث شامل والدراسات والاختراعات في الصناعات المختلفة الحربية منها والسلمية, هل يكون مصير الاسلام ما هو عليه الان؟... سؤال يتأرجوا طلب قراءة هده القصة مشوقة مرات عديدة بتدبر... إن القوة والكثرة التي ترهب العدو ليست قوة.. امة جاهلة تفتقد الى اذنى وسيلة علمية لا يكون لها التمكين , وصدق الله حيث يقول " وعلم ادم الاسماء كلها"

وكان ختام السورة مسك " فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا".

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الملفات المرفقة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©