السيمفونية

هي كلمة يونانية معناها تآلف الأصوات و هي الاسم الذي يطلق على السوناتا المكتوبة للأوركسترا الكاملة التكوين، أي التي يحل فيها أداء الجماعة محل الأداء الفردي
هي مقطوعة موسيقية تعزفها الأوركسترا وليست آ لة منفردة كما هو الحال في الكونشرتو ، كما ويراعي في تأليفها قالب ( الصوناتة) الذي يخضع بدوره إلى أصول وقواعد ، كي تساعد المجموعة الأوركسترالية على تصوير الفكرة الموسيقية في أشكال عديدة ، والإفصاح عنها بشتى المشاعر والعواطف . ويمكننا أ ن نشبه السيمفونية ببناء عظيم ، أ و كاتدرال شامخ ، مشيد على فن المعمار الحديث ، ومزين بأ فخم النقوش البديع العربية والأحجار الثمينة . فالألحان في السيمفونية تتشكل وتتقلب بين
آلات الأوركسترا ، وكأ نها مناظرة موسيقية فنية تجمع بين الحسن والجمال . كانت السيمفونيات الأولى قبل الموسيقار هايدن تؤلف على أساس حركات الثلاث،ولكن الفكرة تطورت عام 1740 فوضع موسيقار نمساوي يدعى ( مون)
سيمفونية من أ ربع حركات . وليس من الصواب الاعتقاد بأ ن هايدن وموتسارت المؤسسان الأولان للسيمفونية ، فالواقع أ ن هايدن تأ ثر كثيرا بالمؤلفات الأولى لمانويل باخ ، كذلك نهج موتسارت خطوات يوهان كريستيان باخ من ناحية الأسلوب الانشائي . ولا ننسى أ وركسترا مدينة ( منهايم ) التي كان لها النفوذ العظيم على تأسيس السيمفونية الكلاسيكية والاعتناء بها .
ومن مآ ثر الفرقة أ يضا إ دخال عناصر جديدة في الأ داء الموسيقي منها العزف باللين ، والعزف بالشدة ،
والارتفاع باللحن تدريجيا ، والعكس . وكذلك بعض النظريات الأخرى
التي كان لها أ صل ثابت في تثبيت السيمفونية .
وفي عصر بيتهوفن أ خذت السيمفونية تخطو خطوات واسعة نحو الكمال. ويرجع ذلك الى تأ ثر الطبقة الأ جتماعية بالحروب المادة الفرنسية ،
فبدأ ت القواعد الموسيقية والنغمات الزخرفية تتلاشى رويدا رويدا ، وتحل محلها أ لحان تعبر عن مشاعر الشعب ا لأ لماني ، وثوراته النفسية . وبذلك أ نتاب السيمفونية تطور جديد ، نتيجة للأ فكار الحديثة .
فكانت الحركة الثالثة تأ خذ سابقا شكل المينويت ، تلك الرقصة مشوقة التي بلغت أ وجها في عهد لويس الرابع عشر ، فبعد أ ن ادرجها هايدن وموتسارت في أ عمالها ، أ دخل بيتهوفن مكانها حركة خفيفة مرحة تسمى ( اسكرزو ) أ ي ( مداعبة ) .
وبعد وفاة بيتهوفن أ صبحت السيمفونية غير مقيدة بشكل معين من ناحية التصميم ، والقواعد الموسيقية ، فتحولت من دورها الكلاسيكي إ لى مرحلة رومانتيكية جديدة ، تصاغ في قالب يعبر عن الأ فكار الخاصة ،
والمشاعر الإ نسانية . ومن فطاحل الفن الذ ي بزغ نجمهم في هذا المضمار ( فيبير ، شومان ، شوبان ، وبرليوز ) . ويعتبر بيتهوفن رومانتيكيا في موسيقاه ، مع أ نه عاش في العصر الكلاسيكي . ويعزى
ذلك إلى أ ن الحانة كانت خير أ داة افصاح عما كان يجيش في خاطر الشعب الأ لماني وقتئذ من الأ فكار السياسية والاجتماعية .
وفي القرن التاسع عشر وجد الرومانتيكيون أ ن التقيد بالقواعد التي تشكل عليها السمفونية الكلاسيكية قد تعطل من
أفكارهم الموسيقية ،وبذلك بدأ ت بوادر اضمحلال هذا البناء الشامخ ، حتى أن ’’ فاجنر‘‘

كان يعتبر السيمفونية بمثابة قبعة قديمة . ولكن براهمز وبروكنر وتشيكوفسكي كانوا من ا لأبطال الأفذاذ ، الذين دافعوا عن السيمفونية دفاعا مجيدا ، ووضعوا منها مؤ لفات خالدة تشهد لهم بالعظمة والقوة .
وفي القرن العشرين أ درج سيزار فرانك تعديلات هامة في السيمفونية ، وأهمها الوحدة بين الألحان الأساسية . وكانت موسيقاه كثيرة التحول بطريقة الانتقال الكروماتيكي . ومن المشاهير ذوى التطور في هذا النوع ( جوستاف ماهلر ، وجان سبيليوس ) ومن المزايا التي تتصف بها السيمفونية الحالية طريقة التنمية بصورة أ وسع ، والزيادة في آلات الأوركسترا ، وإدخال آ لات إيقاعية جديدة ، والإكثار من حركات السيمفونية ، وإدراج الناحية الغنائية في بعض الأ حيان ، والحرية المطلقة في اختيار الألحان ، والتفنن في الإيقاع ، وكذا إبداع العناصر الهرمونية المتنافرة التي تتفق مع الأسلوب الموسيقى الحديث .
القصيدة السيمفونية(Symphonic Poem )
مقطوعة تصف شيئا معينا إ ما قصة مشوقة واقعية ،أ و منظرا طبيعيا . وقد بدأ
ازدهار هذا النوع في القرن التاسع عشر على يد بريلوز ، إ ذ وصف حبه الفاشل في سيمفونيته الملقبة ( بالفنتاستيك ) . ثم أ عقبه ( ليست ) فوضع قصائد رائعة منها ( المقدمات ، ودانتى ، وفاوست ) مع التحرر من التزامات الصيغ المحدودة.
ثم جاء ريشارد اشتراوس فاقتبس الكثير من طابع ليست وبرليوز وزاد عليه عناصر جديدة منها استعمال الأوركسترا لتصوير الأشخاص ، وادراج نواح هامة في الموسيقى الإيقاعية . ولا ننسى سبيليوس في قصائده السيمفونية التي تصور مياه البحيرات ، والغابات الفسيحة ، وعواصف الشمال.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©