بسم الله الرحمان الرحيم
مدخل إلى العصر الأموي
( 41 ه 132 ه)

الأهداف الوسيطية المندمجة
:

-
اكتشاف معطيات النص الداخلية و الخارجية واستغلالها.

-
تحديد بناء النص.
-
إدراك الانسجام و التوافق في تركيب فقرات النص.

-
الشرح المعجمي للكلمات و المفردات و التراكيب

-
استثمار النصوص للتمرس على النقد الأدبي

-
مطالعة نصوص متنوعة وتقصي معطياتها.

-
إنتاج نصوص، يبرز من خلالها التلميذ قدرته على حسن التفكير و صواب
التعبير
.

تصميم الدرس مفصل
ملامح الحياة في العصر الأموي

الحياة الأدبية

الحياة الاجتماعية

ملامح الحياة في العصر الأموي:

العصر الأموي، هو عصر الدولة الأموية في الشام، من سنة
41 ه إلى 132 ه ( 661 م

750
م) حيث تعاقب على الحكم عدة خلفاء، أولهم معاوية بن أبي سفيان. وبذلك تحولت الخلافة إلى
ملكيّة وراثية في عائلة الأمويين، مما أدى إلى انقسام الوحدة العربية وُنشوء الأحزاب السياسية
والفِرَق الدِّينية وعلى رأسها طائفة ال َ خوارِج، التي وقفت كقوة معارضة، وكذلك ظهور طائفة الشِّيعة
التي نادت بحق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة، والتي كان لها الأثرُ البليغ في سقوط
الدولة الأموية
. فشرح كيف يا ترى انعكست هذه الملامحُ على الحياة الأدبية و الاجتماعية في العصر الأموي
؟

الحياة الأدبية :

لقد شهِدت الحرك ُ ة الأدبية في هذا العصر ازدهارا ملحوظا، فانتشرت مراكز الثقافة في
الأمصار
(البلدان) وخاصة في البَصْرة و الكوفة. في العراق ، ومكة والمدينة المنورة في
الحجاز، حيث ازدهرت العلوم الدِّينية كالتفسير وعلوم الحديث، وأخبار العرب ورواية اللغة وغيرها
...

كما ازدهرت الفنون الأدبية
(النثرية و الشعرية) كالخطابة والرسائل .وأما الشِّعر فكان أكثرَ حظا في
الشيوع و التطور، وشهدت أغراضُه تنوُّعا وتجديدا، وعلى رأسها الشعر السياسي و شعر الغزل
والفخر والهجاء و المدح والوصف و
...

الشعر و أغراضه في العصر الأموي
:

استردّ الشعر في هذا العصر مكانته الجاهلية، وزاد رُقيا في الفن، وطولا في القصائد
وتنوعا و تجددا في الأغراض
و تطورا في المعاني، واندماجا في السياسة، ينطق بألسنة أحزابها، وتأثرا بالحياة
الاجتماعية، وأهم فنونه التي حظيت بالتجديد
: الغزل(صريحه وعفيفه) و السياسة و الهجاء والفخر،
وما نتج عن هذين الفنين
: من أغراض جديدة كالنقائض.

أ
)الشعر السياسي : هو الشعر الذي يتصل بشؤون الدولة ونظامها وقوانينها ويتعرض لسياسة الحكم
و للحكام وأعمالهم، وأحقيتهم بمقاليد الحكم و الخلافة
.

وباعتلاء الأمويين سدّة الخلافة ،أصبح للشعراء نصيبٌ كبير في هذه الناحية، فدورهم أشبه
بدور رجال الصحافة، فلم يقتصر دورهم على مناصرة بني هاشم وبني أمية، بل تعداهم إلى أحزاب
أخرى من زبيرية وخوارج
. ومن أشهرهم نجد: الأخ َ طل، جَرير، الَفرَزدَق، ال ُ كميت، عبد الله بن َقيس
الرّقيات، عِمران بن حِ ّ طان
...

ب
) ال َ غزل : هو ذلك الشعر الذي يصف المرأة، أو يتحدث إليها، أو قصة مشوقة تتعلق بها أو يصف ما تثيره
في نفس الشاعر من مشاعر الحب والحنين إليها
.

ومن العوامل التي ساعدت على انتشار هذا الفن وازدهاره
:

1
.محاولة الأمويين إبعاد أبناء المهاجرين و الأنصار عن السياسة، فأسكنوهم الحجاز، وأغدقوا عليهم
بالمال فعاشوا حياة نعيم وترف
.

2
.حياة الترف، وانتشار نوادي الغناء في الأسواق..

فظهر نوعان من ال َ غزل
: * َ غزَل صريح ماجِن، وازدهر في المدن، يصف مفاتن المرأة ،ويتزعمه
عمر بن أبي ربيعة

*
وغزل غفيف (عذري) ويتميز بالعفة و الطهارة، واشتهرت به قبيلة بني عُذرة وهم قوم "كانوا إذ
عشِقوا عّفوا
" و إليها نسب هذا الفن، وأشهر شعرائه جميل بن معمر وازهر في بوادي الحجاز.

إلى جانب أغراض شعرية أخرى كالمدح و الهجاء و الفخر، ومن الشعراء الذين سجلوا
أسماءهم في سجل هذه الفنون نجد
(الأخطل في مدح عبد الملك بن مروان، وجرير في مدح هشام بن
عبد الملك، ثلاثي الهجاء الأخطل، جرير والفرزدق الذين عُرف فنُّهم بالنقائض ،حيث يمتزج الفخر
بالهجاء
.

*
الفنون النثرية :

1
)الخطابة : ازدادت دواعي الخطابة في عصر بني أمية، مع انتشار الفتن والثورات، وتعدد المذاهب

الدينية، والأحزاب السياسية، وازدياد الفتوحات الإسلامية، لذا اسُتخدِمت الخطابة في تأييد هذه المذاهب
أو تلك من الشيعة و الخوارج، وفي الدعاية السياسية ،وفي نشر تعاليم الدين الإسلامي في المناسبات
الدينية من جمعة وأعياد ومواسم الحج
, وأشهر الخطباء (الحجاج، زياد بن أبيه، وقطري بن الفجاءة...)

2
)الكتاب كاملة و الرسائل : مع ازدياد الفتوحات الإسلامية، اسُتحدث نظامٌ جديد للكتاب كاملة وهو ما يعرف
بديوان الخلافة، ويعد الخليفة عمر بن الخطاب، أوّلَ من استخدمه، وتطور مع الزمن، إلى ان جاء
الخليفة معاوية فاحدث ديوان الخراج، وديوان الرسائل ، فازدهر هذا الفن متأثرا بالثقافات التي اقتبسها
العربُ من الأمم والأمصار المفتوحة، فظهرت طائف ٌ ة من الكّتاب أرسوا أسس الكتاب كاملة الفنية وعلى
رأسهم
: عبد الحميد بن يحي الكاتب.

وفي المقابل شهِد فنّ الرّسائل تطوّرا مذهلا، حيث كان يعمد فيها إلى بيان الغرض المقصود
منها وكان أكثرها يتم بإملاء الخلفاء و الولاة و القادة على الكّتاب ، بعد ذلك سلمّوا زمام كتاب كاملة الرسائل
إلى كّتابهم من أبناء عرب الشام والعراق ومصر وإلى الموالي من الُفرس والرّوم والقِبط المتعرِّبين،
الذين برعوا فيها، واتخذوها صناعة وحرفة، فتأثروا بالقرآن والبيئة العربية، واشتهر من هؤلاء عبد
الحميد الكاتب، وابن العميد وعبد الله بن المقفع
.

الحياة الاجتماعية :

قام المجتمع العربي في عصر بن أمية على طبقات ثلاث تختلف باختلاف النشأة والأصل والثقافة
والمنصب والثروة، وهذه الطبقات تتمثل في
:

طبقة المترفين: وانتشرت في مكة والمدينة والشام، ويمثلها طبقة الحكام والقادة والولاة ...

طبقة أواسط القوم: ويمثلها العلماء والأدباء والشعراء وأرباب التجارة وجنود الفتح

طبقة عامة الناس: وهم العامة من أهل البوادي والقرى من الفلاحين
غير أن الإسلام بتعاليمه كان يعمل على إذابة هذه الطبقات ومحو أثارها والقضاء على عوامل إحيائها،
ما دام الناس سواسية عند الله تعالى لا فضل للجنس والعِرق واللون ولا فضل للعرب على العجم أو
العجم على العرب، إلا




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©