الإشراف الإكلينيكي
(الصفي)


ظهر هذا الاتجاه على يد جولد هامر و موريس كوجان و روبرت أندرس مميزن الذين عملوا في جامعة هارفرد في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات الميلادية. وقد جاءت تسميته نسبة إلى الصف الذي هو المكان الأصلي للتدريس. وهو يركز على تحسين عملية التدريس في الصف، معتمدا على جمع المعلومات الدقيقة عن سير عملية التدريس في الصف. و (قد كان) الهدف الرئيس من عملية الإشراف الإكلينيكي هو منح المعلمة الفرصة لـتـنال (تغذية راجعة) معلومات راجعة تمكنها من تطوير مهارات التدريس التي لديها. (كوجان 1973 ص 36).
ويحتاج الإشراف الإكلينيكي إلى وجود ثقة متبادلة بين المشرفة (أو المديرة) وبين المعلمة. إذ أنه لا بد من المشاركة الفاعلة من المعلمة، بحيث تتفق هي والمشرفة على السلوك المراد ملاحظته، وتقومان بتحليل المعلومات الملاحظة ودراسة نتائجها. ودون تلك الثقة المتبادلة والتعاون لا يمكن أن يحقق الإشراف الإكلينيكي هدفه. وهذا من جملة الانتقادات التي وجهت لهذا النوع من الإشراف، فتلك الثقة وذلك التعاون لا يمكن الجزم بوجودهما في كثير من الأحيان.
مراحل الإشراف الإكلينيكي
اختلفت آراء الباحثين حول مراحل عملية الإشراف الإكلينيكي. ومرد ذلك الاختلاف إلى أن بعضهم يفصل المراحل ويجزؤها والبعض الآخر يدمج بعضها في بعض. وفي الجملة تمر عملية الإشراف الإكلينيكي بثلاث مراحل:
1. التخطيط
2. الملاحظة
3. التقويم التقديري والتحليل
وعلى سبيل التفصيل يقترح (كوجان) ثمان مراحل.
1. تكوين العلاقة بين المعلمة والمشرفة.
2. التخطيط لعملية الإشراف
3. التخطيط لأساليب الملاحظة الصفية
4. القيام بالملاحظة الصفية
5. تحليل المعلومات عن عملية التدريس
6. التخطيط لأسلوب النقاش الذي يتلو الملاحظة والتحليل
7. مناقشة نتائج الملاحظة
8. التخطيط للخطوات التالية.
وواضح أن هذه الخطوات يمكن دمج بعضها في بعض، ولذلك يقترح جولدهامر خمس مراحل:
1. نقاش ما قبل الملاحظة الصفية
وفيه يتم تهيئة المعلمة لعملية الإشراف الصفي وتقوية العلاقة معها وزرع روح الثقة بينها وبين المشرفة ببيان هدف المشرفة التربوية من عملية الإشراف. ويتم الاتفاق على عملية الملاحظة وأهدافها ووسائلها وحدودها. فهذه المرحلة مرحلة تهيئة وتخطيط لدورة الإشراف الإكلينيكي.
2. الملاحظة
وفيها تقوم المشرفة بملاحظة االمعلمة في الصف وجمع المعلومات بالوسيلة المناسبة.
3. تحليل المعلومات واقتراح نقاط بحث جاهز
في هذه المرحلة تقوم كل من المعلمة و المشرفة على انفراد بتحليل المعلومات التي جمعت في الفصل ودراستها و تحديد نقاط و مسار النقاش في المداولة الإشرافية.
4. المداولة الإشرافية

وفيه تتم المراجعة رائعة السريعة لما تم إنجازه في ما مضى من دورة الإشراف الإكلينيكي ومدى تحقق الأهداف. ويناقش فيه ما تم ملاحظته في الصف، وبماذا يفسر.
5. التحليل الختامي
يتم في هذا التحليل الختامي تحليل ما تم في المداولة الإشرافية وما توصل إليه فيها من نتائج. أيضا يتم فيها تقويم عملية الإشراف الإكلينيكي التي تمت وتحديد مدى نجاح وفعالية كل مرحلة من المراحل. وكذلك يتم فيها تقويم عمل المشرفة، من قبل المعلمة، ومدى مهارتها في إدارة مراحل الإشراف الإكلينيكي. وفي الجملة فهذه المرحلة هي مرحلة التقويم التقديري والتوصيات لعملية الإشراف التي تمت بين المعلمة والمشرفة.
النقد:
الإشراف الإكلينيكي فعال في دفع المعلمات للسعي في تطوير أنفسهن، وبالتالي تحسíن عملية التدريس. إلا أنه يؤخذ عليه الملاحظات التالية:
1. هذا النوع يحتاج إلى قدر كبير من الثقة والتعاون المتبادلين بين المعلمة والمشرفة، وهو أمر قليل الوجود.
2. المستفيد الأكبر هي المعلمة الجيدة التي لديها الرغبة في تطوير نفسها، بينما الأجدر بالمساعدة هي المعلمة الضعيفة والتي ليس عندها دافعية لتطوير نفسها.
3. هذا النمط يركز على السلوك الصفي الظاهر للمعلمة، ويغفل جوانب السلوك الأخرى، وكذلك سلوك المعلمة مع التلميذات في المحيط التدريسي خارج الصف.
4. يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين في الإعداد والتنفيذ والمتابعة.
5. يحتاج من المشرفة إلى خبرة ومهارة في إدارة مراحله المختلفة وبناء علاقة اجبارية وثيقة مع المعلمة.



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©