دور المعلم في عصر الأنترنيت
المقدمـــــــــــــة :
إن للمعلم مكانة خاصة في العملية التلقينية التعلمية، بل إن نجاحها لا يتم الا بمساعدته.لأن المعلم بما يتصف به من كفاءات وما يتمتع به من رغبة وميل للتلقين هو الذي يساعد التلميذ على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة .
صحيح ان المتعلم هو محور العملية التلقينية و ان كل شيء يجب ان يبالتفصيل الممل كيف وفق ميوله واستعداداته وقدراته ومستواه االإدراكي ، الا ان المعلم هوالذي يجعل عملية التلقين والتلقين ناجحة .حيث كان ومازال يلعب أدوارا أساسيةتسيير وتدبير العملية ويأخذ بيد المتعلم إلى شاطئ النجاح متخطيا كل العقبات.
ومع هذا فان دور المعلم اختلف بشكل جوهري بين الماضي والحاضر فبعد ان كان المعلم هو كل شيء في العملية التلقينية هو الذي يحضر الدروس جاهزة وهو الذي يشرح المعلومات وهو الذي يستخدم الوسائل التلقينية وهو الذي يضع الاختبار شاملات لتقييم التلاميذ فقد اصبح دوره يتعلق بالتخطيط والتنظيم والاشراف على العملية التلقينية اكثر من كونه شارحا لمعلومات مطبوعة في الكتاب جاهز المدرس مشروحي .
دور المعلم بين القديم والحديث :
لا بد لنا قبل الحديث عن دور المعلم في عصر الانترنت والتلقين عن بعد ان تستعرض بإيجاز دور المعلم بين القديم والحديث . حيث تغير دور المعلم تغيرا ملحوظا من العصر الذي كان يعتمد على الورقة والقلم كوسيلة للتعلم والتلقين إلى العصر الذي يعتمد على الحاسوب والانترنت وهذا التغير جاء انعكاسا لتطور الدراسات في مجال التربية وعلم النفس وعلم النفس التلقيني بخاصة وما تمخضت عنه من نتائج وتوصيات ، و هذا التغير لم يحدث بشكل مفاجئ ولكنه جاء بشكل متدرج وعلى عدة مراحل متداخلة نوجزها فيما يلي :
1- دور الملقن وحشو ذهن الطالب بالمعلومات .
2- دور الشارح للمعلومات .
3- دور المستخدم للوسائل التلقينية .
4- دور المجرى للتجارب المخبرية .
5- دور المشرف على الدراسات المستقلة .
6- دور التحميل مخطط للعملية التلقينية .
دور المعلم في عصر الانترنت والتلقين عن بعد :
تعد شبكة الإنترنت نظام لتبادل الاتصال و المعلومات اعتمادا على الحاسوب ,حيث يحتوي نظام الشبكة العالمية على ملايين الصفحات المترابطة عالميا .
ان الاستخدام الواسع للتكنولوجيا و شبكة الإنترنت العالمية اداى الى تطور مذهل وسريع في العملية التلقينية كما اثر في طريقة اداء المعلم و المتعلم و انجازاتها في غرفة الصف حيث صنع طريقة جديدة للتلقين ألا و هي طريقة التلقين عن بعد والذي يعتبر تلقين جماهيري يقوم على اساس فلسفة تؤكد حق الافراد في الوصول الى الفرص التلقينية المتاحة بمعنى انه تلقين مفتوح لجميع الفئات لايتقيد بوقت و فئة من المتعلمين و لايقتصر على مستوى او نوع معين من التلقين ، فهو يتناسب و طبيعة حاجات المجتمع و افراده وطموحاته وتطور مهنهم ولا يعتمد على المواجهة بين المعلم والمتعلم و انما على نقل المعرفة و المهارات التلقينية الى المتعلم بواسائط تقنية متطورة و متنوعة مكتوبة و مسموعة و مرئية تغني عن حضوره الى داخل غرفة الصف
وتتالرجاء تقديم هذه الطريقة من المعلم ان يلعب ادوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية ، شارحا لمعلومات الكتاب جاهز المدرس مشروحي منتقيا للوسائل التلقينية ، متخذا للقرارات التربوية وواضعا للاختبار شاملات التقويم المنهجيية ، فاصبح دوره يرتكز على تخطيط العملية التلقينية وتصميمها واعدادها، علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقيما لها .
فالمعلم في هذه الطريقة يحاول ان يساعد الطلاب ليكونوا معتمدين على انفسهم ،(التعلم الذاتي ) نشطين ، مبتكرين وصانعي مناقشات( فاعلين في العملية ) بدل ان يكونوا مستقبلي معلومات( منفعلين فقط )، فهي بذلك تحقق النظريات الحديثة في التلقين المعتمدة والمتمركزة على المتعلم وتحقق اسلوب التعلم الذاتي له .
و للمعلم في عصر الانترنت والتعلم عن بعد دور مرتبط باربع مجالات واسعة هي :
1- تصميم التلقين .
2- توظيف التكنولوجيا .
3- تشجيع تفاعل الطلاب .
4- تطوير التعلم الذاتي للطلاب
وسنتناول هذه المجالات بشيء من الايجاز:
* 1- تصميم التلقين :
مع تطور هذا العصر وانتشار الحاسوب التلقيني اصبح لزاما على المعلم ان يتزود بمهارات المصمم التلقيني لكي يتسنىله تصميم المادة الدراسية التي يدرس مشروحها وتنظيمها واعدادها سواء كانت هذه المادة معدة للطالب الذي يدرس مشروح في نظام التلقين التقليدي المحصور والمقيد بدوام أو الطالب الذي يدرس مشروح في نظام التلقين الذي لا ينحصر بجدران ولا يتقيد بدوام وانتظام كنظام التلقين عن بعد . وهذا يتالرجاء تقديم من وزارات التربية والتلقين في كل مكان العمل على تدريب المعلمين على التزود بمهارات التصميم التلقيني ليواكبوا العصر التقني المتطور الذي يعيشون فيه والذي يعتمد في جوهره على التخطيط والتنظيم .

* 2- توظيف التكنولوجيا :

تطورت تكنولوجيا التلقين عن بعد ومستويات اخرى من التكنولوجيا خلال العقد الماضي بشكل سريع وحدث تغير هائل في عرض المعلومات من حيث ترميزها ونقلها و بشكل عام من حيث اتصالات المعلومات . و اصبح الدور الرئيسي لمعلمي التلقين عن بعد يتالرجاء تقديم استخدام تكنولوجيا المعدات والاجهزة بفاعلية عند تقديم التلقين وهناك على الاقل خمس تقنيات لنظام التلقين عن بعد يمكن للمعلم ان يستخدمها وهي :
1- المواد المطبوعة مثل : ( البرامج التلقينية، وللمعلم دليل الدروس جاهزة ،والمقررات الدراسية ) .
2- التكنولوجيا المعتمدة على الصوت ( تكنولوجيا السمعيات ) مثل : ( الاشرطة والبث الاذاعي ، التلفونات ) .
3- الرسوم الالكترونية . مثل اللوحة الالكترونية ، الفاكس ) .
4- تكنولوجيا الفيديو مثل التلفزيون التربوي ، التلفزيون العادي ، الفيديو المتفاعل ، واشرطة الفيديو ، و اقراص الفيديو ) .
5- الحاسوب و شبكاته، مثل الحاسوب التلقيني ، مناقشات البريد الالكتروني ، شبكة الانترنت ، ومناقشات الفيديو الرقمي ) .
ويرى براون وهينشيد Brown,B,&,Henscheid,J,1997)) (ان دور المعلم الذي يستخدم التكنولوجيا في التلقين عن بعد سواء كان ذلك في التلقين التقليدي أم في التلقين عن بعد يتلخص في المهام التالية :
1- دور الشارح باستخدام الوسائل التقنية : Presentational Uses of Technology وفيها يعرض المعلم للطالب المحاضرة مستعينا بالحاسوب والشبكة العالمية والوسائل التقنية السمعية منها والبصرية لاغنائها ولتوضيح ما جاء فيها من نقاط غامضة ، ثم يكلف الالرجاء تقديمة بعد ذلك باستخدام هذه التكنولوجيا كمصادر للبحث كامل والقيام بالمشاريع المتحميل الكتبية .
وهنا على المعلم في نظام التلقين عن بعد ان يهيئ الطالب لاستخدام هذه الوسائل ، ويشرح له بالتفصيل الممل كيفية استخدامها في الدراسة ، ويوضح له بعض النقاط الغامضة ، ويجيب عن تساؤلاته واستفساراته كافة .
2- دور المشجع على التفاعل في العملية التلقينية التعلمية : Interactive Uses of Technology وفيها يساعد المعلم الطالب على استخدام الوسائل التقنية والتفاعل معها عن طريق تشجيعه على طرح الاسئلة والاستفسار عن نقاط تتعلق بتعلمه ، وبالتفصيل الممل كيفية استخدام الحاسوب للحصول على المعرفة المتنوعة ، وتشجيعه على الاتصال بغيره من الالرجاء تقديمة والمعلمين الذين يستخدمون الحاسوب عن طريق البردي الالكتروني ، وشبكة الانترنت ، وتعزيز استجابته من تزويده بكلمة صح أو خطأ ( اسلوب سكنر ) إلى تزويده بمعلومات تفصيلية أو ارجاعه إلى مصادر معرفة متنوعة ( اسلوب كراودر ) .
3- دور المشجع على توليد المعرفة والابداع : Generative Uses of Technology وفيها يشجع المعلم الطالب على استخدام الوسائل التقنية من تلقاء ذاته وعلى ابتكار وانشاء البرامج التلقينية اللازمة لتعلمه كصفحة الوب ( Web Pages ) ، والقيام بالكتاب جاهزة والابحاث الجامعية مع الالرجاء تقديمة الاخرين واجراء المناقشات عن طريق البريد الالكتروني . كل هذا يحتاج من الطالب التعاون مع زملائه ومعلميه )).
هذه الادوار الثلاثة تقع على خط مستمر وتتداخل فيما بينها ، وهي تحتاج من المعلم ان يتيح للطالب قدرا من التحكم بالمادة الدراسية المراد تعلمها.
* 3- تشجيع تفاعل الطلاب:
لقد حدد جودي ولوغان( Judi and Logan ) (1996) اربعة انواع من التفاعل الذي اخذ مكانه في التلقين عن بعد .


  1. تفاعل المتعلم والمحتوى .
  2. تفاعل المتعلم مع المشرف .
  3. تفاعل المتعلم مع المتعلم .
  4. تفاعل المتعلم مع نفسه . * 4- تطوير التلقين الذاتي :

اخر نقطة في دور المعلم عن بعد هي تطوير التعلم الذاتي للطالب. عرف شاين Shin (1988) مفهوم التعلم الذاتي بانه قدرة الطلاب على المشاركة بنشاط في تلقينهم . مثل هذه القدرة تتضمن : استراتيجيات المعرفة ، الكفاءة ذاتية ، الملكية ، التعلم الاتقاني ، التعبير عن الذات . عرف جاريسونCarrison (1997) على الجانب الاخر مفهوم التعلم الذاتي بانه قدرة المتعلم على الممارسة ، الاستقلال بشكل كبير في تقرير ما هو نافع للتعلم وبالتفصيل الممل كيف يقترب من مهمة التعلم . انه محاولة لحفز الالرجاء تقديمة لغرض الاستجابة الشخصية واشراك المراقبة الذاتية والادارة الذاتية لعملية بناء ، وتحقيق معنى ، ومخرجات التعلم الجيد . رسم جاريسون نموذج رائع شامل للتلقين الذاتي أو التعلم الموجه وهو يتضمن :
1- الادارة الذاتية : ( التحكم بالمهمة ) تتيح للطلاب تحقيق اهداف التعلم وادارة مصادر التلقين و الدعم .
2- المراقبة الذاتية : ( الحصول على المعرفة ) التي تتعلق بعمليات ادراك الطالب المعرفية وفوق المعرفية والتي يتحمل من خلالها الطالب مسؤلية بناء المعاني الشخصية وذلك من خلال التأكد من ان البنى المعرفية الجديدة والممتعة تتكامل بطريقة ذات معنى بحيث تحقق اهداف التلقين
3- الدافعية :التي تتعلق برغبة الطلاب في التعلم ، والمثابرة في عملية التعلم .
اقترح شاين ( 1998 ) اجراء من خمس خطوات للمعلمين والمصممين لتطوير التعلم الذاتي للطلاب :
1- استراتيجيات التدريب المتضمنة : تدرس مشروح المعرفة فوق المعرفية او استراتيجيات الادارة الذاتية ( على سبيل المثال: تخطيط ، تحليل ، مراقبة ، مراجعة رائعة ) وهو ضروري لمهمة التعلم ، في العملية التلقينية . (استراتيجيات المعرفة) .

2- تشجيع المتعلمين للتحكم ببالتفصيل الممل كيفية التعلم ، مع الاحساس بالكفاءة الذاتية ( الاختيار ، الجهد ،والمثابرة ) من خلال الطرق الحديثة . (الكفاءة الذاتية)
3- تحسين احساس الطلاب بالسيطرة على الاهداف وطرق التعلم من خلال التدرب عليها (السيطرة) .
4- تحسين(التعلم الاتقاني)، عن طريق التزويد بالتغذية الراجعة ، وابراز المقدرة ، واستعمال الاستراتيجيات .
5- تعزيز التعبير عن الذات ، بتشجيع الطلاب لاستخدام الاستراتيجيات التي تطور عملية التعلم الذاتي .
ويستطيع المعلم ان يالرجاء تقديم من الطلاب ان يلخصوا الفقرة اثناء القراءة ، اخذ الملاحظات ، وضع خط تحت الافكار المهمة ، التفكير بالاسئلة ، ورسم الصور ، مع الاشكال، والخرائط ، وقد يالرجاء تقديموا اعادة الصياغة ، و توليد عناوين ، وقصص ، وصنع التماثلات او تصميم استراتيجية ادراك لتساعد الطالب ليكون حذرا ومراقبا ومنظما لعملية تعلمه .
الخاتمـــــــــــــــــــ ـــــــة :
يمكننا القول ومن خلال استعرض دور المعلم في اطواره المختلفة ان دور المعلم في عصر الانترنت والتلقين عن بعد يختلف إلى حد ما عن دوره في العصور الغابرة حيث تحول من دور الملقن للمعلومات الشارح لها إلى دور التحميل مخطط للعملية التلقينية والمصمم لها انطلاقا من ان المعلومات والمعرفة والنشاطات التي على الطالب ان يلم بها كثيرة ومتنوعة ، والفترة الزمنية المخصصة لتعلمها في الوقت ذاته قليلة لقد اصبح دور المعلم تحميل مخططا وموجها ومديرا ومرشدا ومحللا ومنظما ومقيما اكثر من كونه شارحا للمعلومات مختبرا للطلاب .
لقد اصبح دور المعلم يركز على اتاحة الفرص للطالب المشاركة في العملية التلقينية والاعتماد على الذات في التعلم والتركيز على اكسابه مهارات البحث كامل الذاتي والتواصل والاتصال واتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بالتعلمه ، لقد اصبح دور المعلم يركز على دمج الطالب بنشاطات تربوية منهجية ولا منهجية متنوعة تؤدي إلى بلورة مواهبة وتفجر طاقاته وتنمي قدراته وتعمل على تكامل شخصيته ككل ، دورا يتيح للطالب فرصة التعرف على الوسائل التقنية والاتصالات وبالتفصيل الممل كيفية استخدامها في التعلم والتلقين . دورا يساعده على الرجوع إلى مصادر المعرفة المختلفة من متحميل الكتبات ومراكز تلقينية ووسائل اعلام واستخراج المعلومة اللازمة باقل وقت وجهد وتكلفة . والاكثر من ذلك فقد اصبح دور المعلم يركز على ادماج الطالب في العملية التلقينية لا يلقنه المعلومات ، ودور يجعل من الطالب مبتكرا خلاقا قادرا على الانتاج والابداع ، مؤهلا ومدربا ومزودا بمهارات البحث كامل الذاتي ، قادرا على استخدام الحاسوب وشبكة الانترنت العالمية ، ذا شخصية قوية منسجمة جسميا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا وثقافيا ، وقادرا على مواجهة اعباء الحياة ومجابهة التحديات والوقوف امام تحديات العصر بكل ثقة وكبرياء .
ملحوظـ_________ تدابير إستعجالية__________ـة :
إلا أن هناك تدابير إستعجالية من أجل مسايرة عصر التكنولوجيا منها:
1- تنظيم دورات للمدرس مشروحين تدربهم على مهارات تصميم التلقين وبالتفصيل الممل كيفية التخطيط للعملية التلقينية .
2- تنظيم دورات تدربهم على استخدام الوسائل التقنية في التلقين والتي اهمها الحاسوب التلقيني ، وشبكة الانترنت ، والبريد الالكتروني .
3- لفت إنتباه المعلمين وتحسيسهم بمزايا مبدأ التعلم الذاتي واهمية ادماج الالرجاء تقديمة في العملية التلقينية واشراكهم بنشاطاتها .
4- إشعار المعلمين باهمية تدريب الالرجاء تقديمة على تنظيم دراستهم وضبطها ، والتحكم في سيرها واتخاذ القرارات المتعلقة بها والاعتماد على النفس .
//ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك سلطانا نصيرا//



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©