قصة مشوقة الفعل المضارع
بسم الله الرحمن الرحيم



قصة مشوقة الفعل المضارع
عبد الرحمن الزراعي


قامت المملكة النحوية بإنشاء عالَمَين: عالم البناء، وعالم الإعراب.

أودَعت المملكة النحوية في عالَم البناء:
الأفعال، وفي عالم الإعراب: الأسماء
، استجابت الأفعال لهذا؛ فأصبح الفعل الماضي مبنيًّا على الفتح (ذهبَ، خرجَ، نزلَ)، وأصبح فعل الأمر مبنيًّا على السكون (اذهبْ، اخرجْ، انزلْ)، أما الفعل المضارع، فكان مَغرورًا؛ حيث رفَض البناء، وأرجوا طلب الرفع، وعلم أنه لن ينال الرفع إلا إذا انتقل إلى عالم الإعراب، فغادَر عالم البناء، وتوجَّه إلى عالم الإعراب، تاركًا أرضه وأصله.

استطاع الفعل المُضارع أن يدخل عالم الإعراب، وأن يكون
مرفوعًا.





وبما أن الفِعل المضارع جديد على عالم الإعراب؛ فقد كان يتقلَّب بين الصحَّة والمرض (العِلَّة)؛ لأن أجواء الإعراب تَختلف تمامًا عن أجواء البناء، ومع هذا التقلُّب في الظروف، فإن الفعل المضارع لابدَّ أن يكون صحيحًا حتى يُظهر الضمة، وقد يُصاب الفعل المضارع بمرض (علة) إذا انتهَت حروفه بـ (الواو - الياء - الألف)، فلا يستطيع في هذه الحالة إظهار الضمَّة؛ بسبب ضَعفِه، فتكون الضمَّة مُقدَّرةً عليه (غير ظاهرة)، وذلك على النحو الآتي:

يذهبُ: فعل مُضارع مرفوع بالضمَّة الظاهرة على آخِره؛ لأنه صحيح الآخِر.


يدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمَّة المُقدَّرة على آخِره؛ لأنه مُعتَلُّ الآخِر بالواو.

يرمي: فعل مُضارع مرفوع بالضمَّة المُقدَّرة على آخِره؛ لأنه معتلُّ الآخِر بالياء.

يسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخِره؛ لأنه معتل الآخر بالألف.




عَلمت المملكة النحوية بخبر رحيل الفعل المضارع، فقالت: لا يستحق الرفع مَن ترك أصله وهجَر أهله، فأعلنت الحرب عليه، وأعدَّت جيش النواصب بقيادة الأداتَين (أن - لن)، وقد أوكلت المملكة النحوية إليه مهمَّتَين:

أولًا: تغيير الفعل المضارع من مرفوع إلى منصوب عند وقوعه مسبوقًا بأي من الأداتين.

ثانيًا
: إظهار حركة الفتحة على الفعل المضارع الصحيح والمُعتل بالواو والياء.

ولأن المملكة النحوية تَعلم مشقَّة إظهار الحركة على الفعل المضارع المريض
(المُعتَل)
؛ فقد قامت بتزويد النواصِب بسلاح الإبرة.

دخلت النواصب
(أن - لن) على الفعل المضارع الصحيح، وتمَّ إظهار حركة النصب (الفتحة) على آخِره، ودخلت أيضًا على الفعل المضارع المعتل الآخر، وهنا قامت النواصب باستخدام سلاح الإبرة؛ فاستطاعت أن تُظهر حركة النصب (الفتحة) على آخر الفعل المضارع المعتل بالواو والياء، أما الألف، فقد عجز سلاح النواصب (الإبرة) عن إظهار الفتحة على الفعل المضاع المُعتلِّ بالألف؛ فأصبحت الفتحة مُقدَّرة، وذلك كله جاء على النحو الآتي:

لن يذهبَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.

لن يدعوَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.

لن يرميَ: فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة.

لن يسعى
: فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدَّرة على الألف.

عادت النواصب إلى قواعدها سليمةً بعد أن قامت بتطبيق الأوامر الموكَّلة إليها، غير أنها لم تُحرِز النصر الكامل على الفعل المُضارِع؛ بسبب عدم إظهار الفتحة على الفعل المضارع المعتلِّ الآخِر بالألف، كانت النتيجة بالنسبة للمملكة النحوية مُخيِّبةً للآمال، خاصة أن الفعل المضارع لم يتزَحْزح من مكانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
المتصل به نون النسوة أو نون التوكيد .
1: يبنى على السكون : إذا اتصلت به نون النسوة
( الفتيات يشكرْنَ الله )
2: يبنى على الفتح : إذا اتصلت به نون التوكيد
( ليشكرنَّ الله )
ملحوظة: يجب توكيد المضارع إذا كان جوابًا لقسم ومتصلاً بلام القسم ومثبتًا مثل:والله لأحاسبنَّ المقصر .
يجوز توكيد المضارع إذا دل على أرجوا طلب مثل:لينفق القادرون أو لينفِقَنَّ القادرون
وهو المضارع غير المتصل بنون النسوة أو نون التوكيد

غير المسبوق بناصب أو جازم

علامات الرفع :

1: الضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر ( يشكر )

2: الضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر بالألف ( يسعى)

أو الواو ( يسمو ) أو الياء ( يرمي )

3: ثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة

ألف الاثنين : يتحميل الكتبان ، تتحميل الكتبان

واو الجماعة :تتحميل الكتبون ، يتحميل الكتبون
ياء المخاطبة : تتحميل الكتبين .

المسبوق بأحد حروف النصب التالية: أن ـ لن ـ كي ـ إذن ـ لام التعليل ـ فاء السببية ـ حتى ـ لام الجحود .

علامات النصب : 1: الفتحة الظاهرة إذا كان سالمًا ( لن ينكرَ ) أو معتل الآخر بالواو ( لن يشكوَ ) أو معتل الآخر بالياء ( لن يعتديَ )

2: الفتحة المقدرة إذا كان معتل الآخر بالألف ( لن يرضى )

3: حذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ( لن يلعبا ، لن تلعبا )

( لن يلعبوا ، لن تلعبوا )
( لن تلعبي )

المسبوق بأحد أدوات الجزم

أدوات الجزم :

1: حروف تجزم فعلاً واحدًا (لم ، لا الناهية ، لام الأمر ، لمَّا ) 2: أدوات تجزم فعلين :

( إن ، مَنْ ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أين ، أينما ، أنى، حيثما ، شرح كيفما ، أيّ .

علامات الجزم 1: السكون إذا كان صحيح الآخر ( لم ينكرْ )

2: حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر بالألف (لم أرض) الواو (لم أدع ) الياء (لم أعص)
3:حذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة : لم يتحميل الكتبا ، لم تتحميل الكتبا ، لم يتحميل الكتبوا لمتتحميل الكتبي





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©