النظام التربوي في الجزائر النظام التربوي الجزائري
لمحة وجيزة عن تطور التربية في الجزائر
لقد مر تنظيم التربية و التلقين بعد الاستقلال بفترتين أساسيتين :
1.1. الفترة الأولى (1962-1976): و تعتبر هذه الفترة انتقالية، حيث كان لا بد لضمان انطلاق المدرس مفصلة من الاقتصار على إدخال تحويرات انتقالية تدريجية تمهيدا لتأسيس نظام تربوي يساير التوجهات التنموية الكبرى و من أولويات هذه الفترة :
- تعميم التلقين بإقامة المنشآت التلقينية ، و توسيعها إلى المناطق النائية.
- جزأرة إطارات التلقين.
- تكييف مضامين التلقين الموروثة عن النظام التلقيني الفرنسي.
- التعريب التدريجي للتلقين .
و كان من نتيجة ذلك الارتفاع في نسب التمدرس مفصل في صفوف التلاميذ الصغار الذين بلغوا سن الدراسة إذ قفزت من %20 إبان الدخول المدرس مفصلي الأول بعد الاستقلال إلى%70 في نهاية المرحلة .
2.1 . الفترة الثانية (ابتداء من سنة 1976) ابتدأت هذه الفترة بصدور الأمر رقم 76-35 المؤرخ في 16 أفريل سنة 1976 المتضمن تنظيم التربية و التكوين في الجزائر. الذي أدخل إصلاحات عميقة وجذرية على نظام التلقين في الاتجاه الذي يكون فيه أكثر تماشيا مع التحولات العميقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
و قد كرس الأمر السابق الطابع الإلزامي للتلقين الأساسي ومجانيته و تأمينه لمدة 9 سنوات، وأرسى الاختيارات و التوجهات الأساسية للتربية الوطنية من حيث اعتبارها :
- منظومة وطنية أصيلة بمضامينها و إطاراتها و برامجها.
- ديمقراطية في إتاحتها فرصا متكاملة لجميع التلاميذ الصغار الجزائريين.
متفتحة على العلوم و التكنولوجية.
و قد تضمن الأمر السابق :
أهدافا وطنية : وتتمثل في تنمية شخصية التلاميذ الصغار و المواطنين وإعدادهم للعمل و الحياة وإكسابهم المعارف العامة العلمية و التكنولوجية التي تمكنهم من الاستجابة للتطلعات الشعبية التواقة إلى العدالة و التقدم وحق المواطن الجزائري في التربية و التكوين.
أهدافا دولية : تتجسد في منـح التربيـة التي تساعـد على التفاهـم و التعـاون بين الشعوب و صيانة السلام في العالم على أساس احـترام سيادة الأمم و تلقـين مبدأ العدالـة والمساواة بين المواطنين و الشعوب، وإعدادهم لمكافحة كل شكل من أشكال التفرقة والتمييز، و تنمية تربية تتجاوب مع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية .
وصار التلقين بموجب هذا الأمر مهيكلا حسب المراحل التالية :
- تلقين تحضير منهجيي غير إجباري،
- تلقين أساسي إلزامي و مجاني لمدة 9 سنوات،
- تلقين ثانوي عام،
- تلقين ثانوي تقني.
وقد شـرع في تعميم تطبيـق أحكـام هـذا الأمر ابتداء من السنة الدراسية 1980-1981، و ما يزال إلى حد الآن يشكل الإطار المرجعي لأي مشروع يستهدف إدخال تحسينات و تحويرات على النظام التلقيني.
السـياسـة العامـة للتربيـة
شكل التلقين أحد الأولويات الأساسية في السياسة التنموية الكاملة التي اتبعتها الدولة مباشرة بعد حصولها على استقلالها في 5 جويلية 1962.
الدستور الجزائري الصادر سنة 1963 والمواثيق والنصوص الأساسية المرجعية التي تستمد منها السياسة التلقينية اعتبرت التلقين العنصر الأساسي لأي تغيير اقتصادي واجتماعي.
الأمر رقم 76 . 35 المؤرخ في 16 أفريل 1976 أول نص تشريعي على هذا المستوى وضع المعالم والأسس مادة القانونية للنظام التلقيني الجزائري وشكل الإطار التشريعي لسياسة التربية التي ترتكز على :
تأصيل الروح الوطنية والهوية الثقافية لدى الشعب الجزائري ونشر قيمه الروحية وتقاليده الحضارية واختياراته الأساسية.
تثقيف الأمة، بتعميم التلقين والقضاء على الأميـة وفتح باب التكوين أمام جميع المواطنين على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم الاجتماعية
تكريس مبادئ التعريب و الديمقراطية و التوجيه العلمي و التقني.
ضمان الحق في التلقين و مجانيته وإلزاميته.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©