أوضاع العالم الإسلامي
الكفاءات المستهدفة :
- التحكم في تحديد الإطار المكاني للعالم الإسلامي.
- التعرف على القوميات المكونة للدولة الإسلامية.
تصميم الدرس مشروح
• مقدمة
• المجال الجغرافي للعالم الإسلامي
• المجال السياسي للعالم الإسلامي
• نشأة الدولة العثمانية
• العوامل المساعدة على نشأة الدولة العثمانية واتساعها
• الفتوحات العثمانية ومراحلها
• أهم الأحداث المعلمية في تاريخ الخلافة العثمانية في أوج
ازدهارها
مقدمة :
اتسمت أوضاع العالم الإسلامي قبل القرن 16 م بالانقسام السياسي، مما جعل أقطاره عرضة للخطر
الصليبي.
وفي خضم هذه الظروف برز العثمانيون على مسرح الأحداث بفتوحاتهم التي اكتسحت قارات آسيا
،إفريقيا وأوروبا.
وما إن حل القرن 16 م حتى أصبحوا ممثلين للخلافة الإسلامية متصدين للخطر الصليبي الداهم.
• المجال الجغرافي للعالم الإسلامي في العهد العثماني :


امتد العالم الإسلامي في عهد الدولة العثمانية جغرافيا من آسيا الوسطى (الجمهوريات الإسلامية
حاليا) مرورًا بآسيا الصغرى (حيث مركز الدولة العثمانية) فالمشرق الإسلامي (الشام والعراق والحجاز
وجنوب شبه الجزيرة العربية -اليمن) وهي الممتلكات العثمانية الواقعة في القارة الآسيوية.بينما تمثلت
أقاليم الدولة العثمانية بالقارة الإفريقية في جزئها الشمالي شاملة كل من مصر ، ليبيا، تونس ،الجزائر
ويستثنى المغرب الأقصى حيث لم يخضع للنفوذ العثماني ( كان المغرب الأقصى تحت حكم الدولة
السعدية 1509 م– 1659 م).
وفي أوروبا امتد نفوذ الحكم العثماني إلى جنوبها الشرقي وتحديدًا منطقة البلقان، وكان يضم
الشعوب الإسلامية (البوسنة والهرسك، مقدونيا، ألبانيا وجزء من جزيرة قبرص) والمسيحية على حد
سواء.
• المجال السياسي للعالم الإسلامي في عهد الدولة العثمانية :

شهد القرن 15 م في آسيا بروز الدولة العثمانية التي أخذت في هذه الفترة تتوسع باتجاه أوروبا
الوسطى، حيث تمكنت من القضاء على الإمبراطورية البيزنطية سنة 1453 م، ثم بدأت تتوسع خلال
النصف الثاني من القرن 15 م والأول من القرن 16 م باتجاه الشمال الشرقي من القسطنطينية التي
أصبحت عاصمتها الجديدة، فاحتلت المناطق المطلة على البحر الأسود (ميناء أزوف وشبه جزيرة
القزم) وشبه جزيرة البلقان ثم توقفت نهائيا عن فتوحاتها في تلك الجهات عند أسوار فيينا سنة 1683 م.
وخلال القرن 15 م كانت البلاد الإسلامية في إفريقيا وآسيا مجزأة إلى دويلات صغيرة يتنافس
أمراؤها على الحكم (الزيانيون في الجزائر و الحفصيون في تونس والسعديون في المغرب
الأقصى والمماليك في مصر والشام و الصفويون في بلاد فارس) في حين أهملوا أمور التنظيم
الاقتصادي والاجتماعي والمشاريع العمرانية، مما جعلها عرضة للحملات الأوروبية (الإسبان
والبرتغاليون) منذ بداية القرن 16 م دون أن تجد أمامها قوة حقيقية تردعها، سوى قوة العثمانيين التي
استطاعت أن توقف زحف الأوروبيين على البلاد العربية لمدة ثلاثة قرون دون أن تتمكن من إبعاده
نهائيا.
كانت المناطق الشرقية، الوسطى والغربية خاضعة لدويلات إسلامية أكبرها وأهمها في هذه الفترة
هي:
مملكة "السنغاي" التي امتد حكمها على بلدان السنغال ومالي والنيجر وغينيا (حاليا) وتليها "مملكة كانو"
التي حكمت شمالي نيجيريا الحالية وتشاد إضافة مملكة الفونج ( 1505 م– 1821 م)، وسلطنة دارفور
1596 م– 1916 م) بشرق إفريقيا. )
وخلاصة القول أن العالم الإسلامي في القرنين 15 م و 16 م كان مقسما إلى دويلات و ممالك
ضعيفة.
والحقيقة أن العالم الإسلامي ، عاش بعد سقوط الخلافة العباسية فراغا سياسيا جعله على هامش
الأحداث التاريخية، ففي الوقت الذي بزغ فيه فجر النهضة الأوربية أفل نجم الحضارة العربية الإسلامية
فتخلف المسلمون حضاريا، وأضحت أقطارهم عرضة للخطر الأوروبي الصليبي، وفي غمرة هذه
الظروف برز العثمانيون كقوة سياسية جديدة بفتوحاتهم الواسعة لملء الفراغ السياسي و درء الخطر
الأجنبي المحدق بالعالم الإسلامي.
• نشأة الدولة العثمانية :
نزح الأتراك العثمانيون من آسيا الغربية إلى آسيا الصغرى في الثلث الأول من القرن 13 م، وأسسوا
الدول العثمانية على يد "عثمان بن أرطغرل" سنة 1299 م بعد زوال دولة السلاجقة، وسميت بالعثمانية
نسبة إلى مؤسسها عثمان خان الأول.
وتعاقب على حكم الدولة العثمانية 34 سلطانا، تزعموا العالم الإسلامي على مدى أكثر من ستة
قرون ( 625 سنة) بدء بعثمان الأول ( 1299 م– 1326 م) وانتهاءً بالسلطان عبد المجيد بن عبد العزيز
1922 م – 1924 م). )
• العوامل المساعدة على نشأة الدولة العثمانية واتساعها :

-1 العامل الديني المتمثل في الإسلام والذي كان له أثر كبير في مستقبل العثمانيين لا يقل عن الأثر
الذي تركه الإسلام في مستقبل عرب شبه الجزيرة العربية قبل العثمانيين ب 7 قرون، فقد هيأ لهم
وحدة العقيدة والإسهام في الفتوحات والذود عن ديار الإسلام (البلاد الإسلامية).
-2 اتسام الأتراك العثمانيين بالروح العسكرية المتأصلة فيهم حيث لازمتهم طوال حياتهم.
-3 الإنتقال من النظام القبلي (البدائي) إلى النظام الإداري المستقر مما ساعد على توطيد دعائم دولتهم.
-4 انهيار الدولتين البيزنطية ودولة الروم السلاجقة مما ترك شبه جزيرة الأناضول في حالة فراغ
سياسي مهيأة لظهور دولة تملأ هذا الفراغ.
-5 ضعف الخلافة العباسية بعد أن قضى التتار على عاصمتها بغداد عام 1258 م وتراجع دور
الخليفة كقائد أعلى للعالم الإسلامي أمام استئثار الدول اللامركزية بالقرار السياسي.
-6 حاجة العالم الإسلامي إلى قيادة سياسية جديدة تضطلع بدور توحيد المسلمين وتمثليهم والذود عن
حوزة الإسلام.
-7 تكالب الأعداء الخارجيين على العالم الإسلامي بفعل تهديدات النصارى من الغرب والتتار من
الشرق.
• الفتوحات العثمانية ومراحلها :

ظهر العثمانيون في نطاق ضيق من بلاد الأناضول حتى انتهوا بفتوحاتهم إلى أسوار فيينا بأوروبا
فتوسعوا في بطاح آسيا وإفريقيا وأقاموا لهم دولة واسعة ،وبذلك خرج من نطاقهم المحلي الصغير إلى
المسرح العالمي.وقد مرت فتوحاتهم بثلاثة مراحل :
أ)- المرحلة الأولى : 1299 م– 1512 م :
وتمتد من مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرل إلى عهد السلطان بايزيد الثاني، وقد اقتصرت
الفتوحات خلالها على البلقان في أوروبا وعلى الأناضول في آسيا الصغرى، فكانت الدولة العثمانية في
هذه المرحلة دولة بلقانية أناضولية، تضم رعايا مسلمين ومسيحيين.
وشهدت هذه الفترة انتقال الدولة العثمانية تدريجيا من مرتبة الإمارة إلى درجة الدولة
فالإمبراطورية (أو الخلافة)، وانتقلت عاصمة الدولة خلالها بين الأناضول والبلقان من بروسة إلى
أدرنة إلى القسطنطينية.
ب)- المرحلة الثانية 1512 م– 1520 م :
وتبدأ بعهد السلطان سليم الأول وفيها اقتصرت عمليات الفتح على الشرق الإسلامي فأصبحت
الدولة العثمانية دولة آسيوية إفريقية بلقانية برز فيها الطابعان الإسلامي والغربي، ضمت لأول مرة
عددًا من شعوب الأمة العربية وزادت نسبة الرعايا المسلمين، وتولت الدولة العثمانية زعامة العالم
الإسلامي.
ج)- المرحلة الثالثة : ( 1520 م – 1924 م) :
وتبدأ بتولي السلطان سليمان مادة القانوني الحكم سنة 1520 م لتستمر على عهد خلفائه، وفيها اتجهت
الفتوحات في القارات الثلاث (أوروبا ، آسيا، إفريقيا) وفتحت جهات بحرية في حوض البحر المتوسط
والبحار الشرقية (المحيط الهندي والخليج العربي)، وأصبحت الدولة العثمانية في هذه المرحلة دولة
أوروبية آسيوية إفريقية.
• أهم الأحداث المعلمية في تاريخ الخلافة العثمانية:
أ)- فتح القسطنطينية 1453 م :
فتح العثمانيون القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد ألف سنة من قيامها، وقد كان فتحها على
يد المسلمين مستعصيا لثمانية قرون، وتحقق هذا الفتح بقيادة السلطان محمد الثانية (لقب بالفاتح بعد
فتحه للقسطنطينية في 29 ماي 1453 م) وأطلق العثمانيون على هذه المدينة إسم "إسطنبول" أي مدينة
الإسلام.
ب)- فتح شبه جزيرة البلقان :
بعد أن تمكن العثمانيون من فتح القسطنطينية اتجهت فتوحاتهم مجددًا إلى البلقان (سبق أن فتحوا
مقدونيا 1385 م– صوفيا 1386 م) فاخضعوا صربيا 1459 م ،البوسنة 1463 م،وجزيرة رودس 1522 م
وقبرص 1570 م والمجر 1543 م. منتهجين سياسة التسامح الديني مع الشعوب المسيحية والتي تزامنت
مع سياسة الاضطهاد التي مارسها المسيحيون في اسبانيا ضد المسلمين بعد سقوط غرناطة سنة 1492 م
فيما عرف بمحاكم التفتيش.
وكانت شعوب أوروبا الشرقية تعيش تحت طائلة الإقطاع و الإستبداد فلما وصلها العثمانيون كسروا
أغلال السجون وأشاعوا الحرية الفردية وقضوا على النظام الإقطاعي والأرستقراطية ونشروا المساواة
وأقروا الحقوق فوصل في دولتهم الرقيق إلى أعلى المقامات، وتعلمت منهم أوروبا الشرقية سيادة
مادة القانون على الأحساب والأنساب والطوائف ولا يزال أهالي بلاد البلقان يشهدون على عدالة العثمانيين
إلى اليوم.
ج)-الفتوحات العثمانية في الوطن العربي :
رأت الدولة العثمانية في البلدان العربية قابلية للانضواء تحت لواء الدولة العثمانية وقد كانت حالة
الإنقسام السياسي والخطر الأجنبي من العوامل التي شجعت العثمانيين على فتح البلاد العربية مغربا
ومشرقا وفق المراحل التالية :
* فتح مصر في جانفي 1517 م
* بلاد الشام 24 –أوت- 1516 م بعد معركة مرج دابق الشهيرة .
* أصبحت الجزائر تحت الحكم العثماني منذ 1516 م بعد استنجاد أهاليها بالأخوين عروج وخير الدين
من الغارات الإسبانية (احتلال بعض المدن الساحلية) وهران 1509 م ، بجاية 1510 م ، عنابة 1510
م).
* إخضاع الحجاز للسلطة العثمانية بعد فتح مصر 1516 م ودرء الخطر البرتغالي عن مدينة جدة.
* ضم العراق في 1534 م.
* أصبحت اليمن ولاية عثمانية منذ 1538 م.
* إلحاق طرابلس الغرب (ليبيا) بالدولة العثمانية عام 1551 م.
* خضوع تونس للحكم العثماني نهائي عام 1574 بعد طرد الإسبان منها ووضع حد نهائيا لحكم
الحفصيين فيها.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©