فترة الحلقة :تعريفها وأهميتها :هي فترة من فترات التحميل برنامج اليومي حيث يلتقي جميع التلاميذ الصغار مع المعلمة فيجعلون على شكل حلقة أو دائرة ليمارسوا كمجموعة واحدة أنشطة منظمة تقودها المعلمة عادة بعد أن تكون قد خططت لها مسبقاً . خلال فترة الحلقة تقوم المعلمة لأطفالها أداة جديدة تكون قد اشترتها مؤخراً لهم . أو تقوم معهم بخبرة حية أو علمية لتبخر الماء أو ذوبان الثلج مثلاً أو تعرض عليهم شيئاً مثيراً للمشاهدة والمناقشة كعصفور في قفص أو فراخ الدجاج في سلة أو سلحفاة في علبة ذات ثقوب أحيانا تكون الحلقة فترة لتخطيط التحميل برنامج اليومي وتوزيع الأدوار على التلاميذ الصغار وعرض الأنشطة المختلفة عليهم مثل رحلة إلى حديقة الحيوان ويومياً تكون الحلقة هي الوقت الثابت غير المتغير الذي تتبادل فيه المعلمة مع أطفالها السؤال عن المحبة والاهتمام بالمتغيرات التي تؤثر على ناسياتهم وحياتهم كما إنها الفترة التي يتحدث فيها الجميع عما قاموا به من أعمال تدل على مشاعر الإيمان بالله سبحانه وتعالى ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم .أن الاجتماع مع الآخرين والتحدث معهم جلوساً في حلقة على شكل دائرة هو اكثر أنواع الاجتماعات شيوعاً . فنحن نجتمع في حلقة في مجالنا اليومية وخلال بقائنا مع الأصدقاء ، أو خلال الاجتماع لمناقشة عمل أو موضوع ، ونتبادل الحديث في الحلقة وقوفاً أو جلوساً ، أن الحلقة – الدائرة – لا بداية لها ولا نهاية لهذا فهي تعكس صيغة المساواة بين الحاضرين كباراً كانوا أم صغاراً .تعطي الحلقة جواً من الألفة بين الجميع ، فكل فرد في المجموعة يراه الباقون ، وهو بدوره يستطيع رؤية المجموعة شعوراً بالانتماء والاحساس بوحدة الحال مع اعضاء الحلقة ، أن الجلوس في حلقة على الارض أو على التحميل كراسي تسهل عملية نهوض كل طفل من مكانه للمس شئ أحضرته المعلمة أو شمه أو تذوق ، فالجلوس في حلقة يسهل عملية تحرك التلاميذ الصغار والمعلمة على الهواء .أن الاجتماع في حلقة يزيد من فعالية التركيز والاستيعاب ، فالطفل يستطيع آن يرى ويسمع كل شئ حوله مما يسهل عملية التواصل مع الآخرين في الحلقة . ويمكن توسيع الحلقة أو تقليصها حسب عدد التلاميذ الصغار فيها ، فتنظيمها لذلك لا يتالرجاء تقديم عدداً محدداً من التلاميذ الصغار .تنظيم فترة الحلقة :1. تختار المعلمة مكاناً هادئاً وفسيحاً لعقد الحلقةوتلجأ غلى وضع شريط لاصق على الارض بشكل دائري مما يعطي التلاميذ الصغار مفهوماً واضحاً لمعنى الحلقة بحيث لا يبقى المعنى مجرداً بل يصبح فكرة ملموسة .2. يمكن أن تبدأ المعلمة الحلقة مع بعض التلاميذ الصغار الذين استعدوا لها وتجمعوا حولها فتثير اهتمامهم حتى لا ينصرفوا عنها بينما يكون نظر المعلمة على التلاميذ الصغار الآخرين الذين أوشكوا على إنهاء أعمالهم فتناديهم بأسمائهم ليسرعوا ، أو تدعوهم عن طريق احد زملائهم لحضور الحلقة أو باستعمال إشارات أو حركات معينة تشدهم إليها فيسرعون بإنجاز أعمالهم للانضمام إلى الحلقة .3. إن تنظيم الحلقة يتالرجاء تقديم الصبر والإنارة وعلى المعلمة أن تقرر بسرعة ما يجب عمله إذا تأخر أحد التلاميذ الصغار عن الالتحاق بالحلقة ، هل تبدأ بالنشاط ام تنتظر ؟ فالبدأ بالنشاط يعني عدم مشاركة الطفل فيه وانتظارة ليحضر إلى الحلقة يؤدي حتماً إلى ضجر التلاميذ الصغار الآخرين .4. وهنا نتساءل عن الطرق التي تستعملها المعلمة عندما يرفض احد التلاميذ الصغار الانضمام إلى الحلقة ، تالرجاء تقديم بعض المعلمات من الطفل الجلوس هادئ وممارسة احد الانشطة الفردية الهادئة لحين الانتهاء من الحلقة وتبديل النشاط فيكون الطفل حاضراً للحلقة ، مستمعاً لها حتى وهو بعيد عنها وقد يساعد ذلك على عودة الطفل واشتراكه فيها ، أن الابتعاد عن المشاكل السلوكية وقت الحلقة يكمن في جعل هذه الفترة ممتعة ومشوقة ، واكثر ما يشوق التلاميذ الصغار الاهتمام بأخبار كل طفل مما يجعل المتقاعس يسرع ليكون مركز اهتمام وسؤال المعلمة ، أن الحلقة نشاط تقوم المعلمة بتنظيمه والتخطيط له ( تبقى حرية الاختبار مميز بالنسبة للطفل محدودة ) لذا فهي تراعي مشاعر أطفالها وآرائهم فتقبل اقتراحاتهم وما يعبرون عنه عن اهتمامات وتقوم بتنفيذها بأسلوب يتناسب والنشاط المطروح .5. ومن البديهي أن يكون عند المعلمة بدائل منوعة وعديدة لنشاط الحلقة ، فإذا لم ينجح أحدها استبدل بآخر ، وفي اغلب الأحيان تخطط المعلمة لفترة الحلقة وتقدم مواضيع معينة تعتقد إنها مفيدة وهامة إلا إنها قد تكتشف بعد عرضها على التلاميذ الصغار عدم اهتمامهم بها ويحدث هذا غالباً في البداية السنة الدراسية ، وحينئذ على المعلمة أن تتصرف بمهارة ولباقة في تغيير النشاط واستبدالها بآخر وهذا يعكس رغبتها الجادة في إعطاء التلاميذ الصغار الفرصة للتعلم حسب ما يهتمون به بدلاً من فرض رائع موضوع معين عليهم .6. تخصص الحلقة فترة قصيرة نسبياً تتراوح (بين عشر دقائق إلى خمس عشر دقيقة) وتطول تدريجياً ، فكلما زاد عمر التلاميذ الصغار كلما استطاعوا الجلوس بهدوء فترة أطول ، أن المعلمة المختصة تشعر بملل التلاميذ الصغار وضجرهم الذي يتضح بتحركهم في أماكنهم وضعف تركيزهم حول الموضوع المطروح وزيادة ضجيجهم ، عندئذ تنتقل المعلمة بسرعة من النشاط الذي تمارسه معهم إلى نشاط آخر .7. تعطي المعلمة كل طفل حرية اختيار المكان المفضل لديه للجلوس في الحلقة وتختار لنفسها مكاناً مناسباً تغيرة كل يوم بحيث يسمح لجلوس اكبر عدد من التلاميذ الصغار بجانبها .8. تتأكد المعلمة قبل البدء بتقديم النشاط من استعداد الجميع للتركيز والانتباه فقد يعاني بعض التلاميذ الصغار من شعور الحزن أو الغضب عند افتراقهم عن ذويهم حينئذ تقوم المعلمة بإزالة هذا الشعور بالتحدث معهم وتقبل مشاعرهم وتهدئة غضبهم كما يمكن أن تعطي الفرصة لبقية التلاميذ الصغار لمشاركتها في ذلك وعندما يستقر الوضع ويظهر الجميع الاستعداد والانتباه لما سيقدم في الحلقة تبدأ المعلمة مواضيع الحلقة دائماً بمفهوم يثبت لدينهم الإسلامي وإيمانهم بخالقهم عز وجل وتمسكهم بقيم وسلوك محمد صلى الله عليه وسلم ، فتبدأ بجلوسهم بصمت وهدؤء ليستمعوا إلى تلاوة مجودة لآية قصيرة لما تيسر من القرآن الكريم أو يمكنها أن تتلو مع أطفالها سورة الفاتحة مثلاً وللمعلمة أن تختار أحد الأحاديث النبوية التي يمكن للأطفال تطبيقها في الحلقة لتثبيت معانيها والاقتداء بسلوكها فتقول لأحدهم : قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ..... وتبسمك في وجه أخيك صدقة " فيختار الطفل طفلاً آخر ينظر في وجهه ويبتسم ويرد الثاني بدورة الابتسامة ، ثم تسأل الطفل الآخر : بم شعرت عندما تبسم علي لك ؟ وبعد أن يخبرها عن شعوره بالسعادة أو السرور تالرجاء تقديم من كل طفل أن يفعل ذلك مع غيرة من التلاميذ الصغار ومن يهمه امره من الراشدين ، ويكون تثبيت وتقريب الطفل لقيم ومبادئ دينه اول جزء من النشاط اليومي وهو دوماً الجزء الثابت في الحلقة ويتم ذلك بعد اعداد التلاميذ الصغار نفسياً له ، على المعلمة أن تدرك بإستمرار أن الغرض من ذلك هو إيصال الطفل للسلوك المقبول ، لا بمجرد التلقين فالاسلام دين عمل وسلوك وحياة لا دين يبنى على الكلام الحفوظ عن ظهر قلب دون فهم أو تطبيق .9. تعرض المعلمة في الحلقة مفاهيم وأساليب تتعلق بالوحدة فمثلاً تعرض الطريقة العملية لصنع لوحة التلصيق الهادف كالآتي: تعرض المواد المختلفة وتعرف التلاميذ الصغار عليها ، ثم تعرض أسلوب القص والتلصيق العشوائي وتحضر في وقت سابق عدة طاولات ، وتضع على كل منها مواداً طبيعية مختلفة فتضع على الأولى أوراق الشجر والرمل والزهور المجففة وأغصان صغيرة وعلى الأخرى مواداً صناعية ملونة وعلى الثالثة مواداً من النسيج (القماش) بألوان وأنواع وأحجام مختلفة ، وعلى الرابعة خرزاً وورقاً وأغطية زجاجات ( شراب) .. الخ وتبدأ بالقص والتلصيق أمامهم حتى يعرفوا الخطوات المطلوبة ، ثم تعرض عليهم المواد الموضوعة على الطاولات والاختبار مميزات المتاحة لهم كاختيار المكان الذي يرغبون الجلوس فيه ، والمواد التي يرغبون بلصقها ورفاق الجلوس وعدد اللوحات التي سينتجونها .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©