فترة العمل الحر في الأركانتعريفها :هي فترة في البرنامج رائع اليومي يتوزع فيها التلاميذ الصغار حسب اختيارهم إلى الأركان التدريسية في غرفة الصف فيتجه بعضهم لركن المطالبة وآخرون لركن التعايش الأسري والبعض الآخر لركن البناء والهدم ، ويقوم الطفل فيها بعمل من إختياره ويبقى في الركن طيلة انهماكه في عمله ، وحين ينتهي منه ينتقل إلى ركن آخر وتتميز هذه الفترة بأنها أطول فترة في البرنامج رائع اليومي وتشمل اكبر اختيارات عمل يقوم بها الطفل .أطلق تعبير (عمل حر) على هذه الفترة لأنها تتصف بالعملية والعلمية والحيوية ، فهم تلبي حاجات التلاميذ الصغار للتحرك وللتجربة بواسطة استعمالهم كافة حواسهم ، كل حسب قدراته وميوله ، كما تتأطلب هذه الفترة أيضا تخطيطاً علمياً دقيقاً من المعلمة لتحصل على نتائج مضمونة ، ومن ابرز مهام المعلمة الماهرة تنظيم فترة العمل الحر في الأركان ليتم العمل فيها براحة وفعالية .ويمر الطفل في هذه الفترة بأنواع مختلفة من التدريس تقوده إلى صقل مهارات متعددة ، فيستنتج مفاهيم تتناسب ومستوى نموه وتتماشى مع رغباته فتحفزه على تعلم افضل ، وتتحرك المعلمة في أنحاء الغرفة بين التلاميذ الصغار فتدعم بعضهم بأفكارها وتساعد على تحقيق رغباتهم كما تراقب مجموعة ثالثة وتسجل مستوى مهاراتهم وتسألهم بهدف توسيع آفاق تفكيرهم وخيالهم .وتعتمد فترة العمل الحر في الأركان على تطبيق مبدأ التعلم الذاتي وهو مبدأ تربوي – تعلمي فيه يتفاعل الطفل مع محيطه بحرية لامساً ومتحسسا كل الأشياء من حوله ، وكلما زادت نسبة ونوعية تعلمه كلما توسعت البقعة التي يتحرك فيها وكذلك إمكانية التعلم لديه ، وعلى سبيل المثال ، يمكن للمعلمة أن تقدم للأطفال في دقائق معدودة قطعة خشبية تسميها وتوضح نوعيتها وتمررها عليهم بسرعة ليتعرفوا عليها ومن ثم تعيدها إلى مكانها ، أن هذا النوع من التعلم لا يفي بالغرض المطلوب منه تماماً في هذا العمر ، لذلك تضع المعلمة الواعية قطع الخشب في أحد الاركان فيمر كل طفل بها ويتعرف عليها وحده فيلمسها ويقلبها ويفحصها ويقرع عليها بطرق مختلفة وقد يضعها في فمه كما يشمها ويضربها بالأرض وخلال قيامه بهذه العمليات يتم تجميع وتسجيل نتائجها في عقله بشكل منسق ثم يربطها بالمعلومات السابقة المخزونة لديه وهكذا سيكون من كل قطعة خشب تمر به ، ولا يمكنه القيام بذلك إلا إذا أعطيت له حرية الحركة التجريب واستعمال كافة حواسه أي حرية التفاعل مع الأشياء في محيطه بالطريقة التي اختارها بنفسه ، إذا تعتمد فترة العمل الحر في الأركان على حاجات التلاميذ الصغار للاختيار ثم التركيز على ما يتعلمونه حتى يشبعوا رغباتهم منه . أن تعلم الطفل متدرج بطبعه ينقله من مرحلة لأخرى اكثر منها صعوبة ويظهر ذلك في المفاهيم الجديدة التي تتداخل ببعضها البعض والأساليب المتنوعة في التفكير التي يستخدمها ، وكلما وصل الطفل لمرحلة جديدة بنجاح وراحة استعد اكثر للمرحلة التي تليها ، أن الحقيقة الأساسية التي يتعين على كل معلمة روضة أن تعيها هي: أن طفل الثالثة والرابعة والخامسة إذا أعطي بعض الفرص والظروف المناسبة يختار التعلم بطبيعته دون ضغوط ، أن أطفال هذه المرحلة هم اكثر الفئات فضولاً وتساؤلاً ورغبة في الاطلاع والمعرفة فهم يظهرون شغفاً حقيقياً للتعلم وهم اكثر الأعمار نجاحاً في الوصول لأهدافهم لأنهم بطبعهم مثابرون للوصول إلى إجابات على الأسئلة التي تراودهم ، وإذا لم يضع الكبار عوائق أمامهم نجحوا في مسعاهم ، هكذا يلبي فترة العمل الحر في الأركان حاجة الطفل الواضحة للتعلم عبر الفرص التدريسية المتنوعة المتاحة له .خصائص العمل الحر في الأركان ( تذكر الخصائص بإيجار حيث تم شرحها بإسهاب في الفصول السابقة ) .1. تلبي ميول التلاميذ الصغار المختلفة .2. تؤمن فرصاً تدريسية مختلفة .3. توفر فرصاً للتجربة والاختيار .4. تسمح للطفل بتحمل المسئولية .5. تستجيب لحاجات التعلم الذاتي .6. تساهم في النمو المتكامل للطفل .تنظيم فترة العمل الحر في الأركان :تبدو فترة العمل الحر في الأركان وكأنها وقت للعب واللهو وفي الحقيقة هي اصعب فترات البرنامج رائع لأنها تحتاج إلى تنظيم وإدارة من معلمة قديرة ماهرة تتمكن من مساعدة كل طفل على النمو إلى أقصى درجات قدراته وإمكاناته بنظام دقيق وشامل ويصعب ذلك على المعلمة غير المتدربة .1. تبدأ المعلمة بتحضير التلاميذ الصغار لفترة العمل الحر في الأركان وهم لا يزالون حولها في الحلقة ، عندئذ يكون تركيزهم عالياً وتستطيع أن تستأثر بسهولة على انتباههم إذ تتفق معهم على الأنظمة التي يلزمهم مراعاتها وتعرض عليهم الأساليب التي تجعل الانتقال بين الأركان التدريسية سلساً ومريحاً ومفيداً .2. من الضروري أن تقف المعلمة أو تجلس في مكان تستطيع منه رؤية كل ما حولها كما يتمكن من رؤيتها وذلك لتراقب عمل التلاميذ الصغار ولتدفع المشاكل السلوكية قبل وقوعها ولهذا يشعر كل طفل بالأمان أثناء وجودها وتكون مرجعه عند الحاجة .3. تتفق المعلمة مع التلاميذ الصغار على إشارة معينة كالضرب على الكف مثلاً ، وتدربهم على الهدوء التام عند الاستماع لهذه الإشارة ويختارون مع معلمتهم الإشارة التي يحبون الاستماع إليها فتصبح رمزاً خاصاً بينهم وبين معلمتهم ومن أمثلة هذه الإشارات:إطفاء بعض المعلمات الضوء الكهربائي في الغرفة .تصفيق معين تتفق المعلمة مع أطفالها على معانيه .أنشودة انتقالية تبدأ المعلمة ترديدها .وتستعمل المعلمة هذه الإشارات في عدة حالات:• عندما ترغب بتذكير التلاميذ الصغار أن يخفضوا أصواتهم .• عندما يحدث شئ طارئ وترغب بتغيير تسلسل البرنامج رائع .• عندما يحين موعد انتهاء فترة العمل الحر في الأركان .تضع المعلمة جميع الأدوات والمواد في متناول يد التلاميذ الصغار بحيث يستطيع الطفل رؤية الأشياء بسهولة براحة ويكون مسؤولاً عن إعادتها إلى مكانها ، كما تؤمن المعلمة عدداً كافياً من الأركان التدريسية وأدواتها ويعتمد حاج العمل الحر في الأركان على مقدرة الطفل في إختياره بين عدة بدائل مما يؤكد الحاجة لإعداد وتنظيم المواد والأدوات المناسبة والمميزة بسهولة الاستعمال .تحدد المعلمة عدد التلاميذ الصغار في كل ركن تعلمي حسب مساحة الصف وتتفق معهم على طريقة استعماله فيتحدد عدد اعضاء و زوار ركن الفنون مثلاً بعدد التحميل كراسي أو عدد (فرش) الرسم الموجودة فيها ويتحدد عدد اعضاء و زوار ركن التعايش الأسري مثلاً بعدد العباءات الموجودة إذ يضع كل طفل العباءة على كتفه عندما يدخل الركن ويعيدها إلى مكانها بعد أن ينتهي من اللعب ويمكن للمعلمة أن تبتكر طرقاً عديدة أخرى لتساعدها على تحديد عدد التلاميذ الصغار في الركن الواحد .تنظم المعلمة الوقت بحيث تخصص مدة زمنية لعدد محدد من التلاميذ الصغار كل يوم فإذا كان عدد أطفال صفها عشرين طفلاً عشر دقائق يومياً من فترة العمل الحر في الأركان لتهتم بمتابعة قدرات أربعة منهم وبذلك تكون قادرة في الأسبوع الواحد على تدبير أمور جميع أطفال صفها .تختار المعلمة طريقة سهلة لتسجيل ملاحظاتها عن التلاميذ الصغار خلال تنقلاتها بينهم في فترة العمل الحر في الأركان فتضع بعض المعلمات دفتراً صغيراً مع قلم في جيب قميص أو معطف (مريول) تلبسه دائماً وتضع أخرى ورقة تسجيل مع قلم في كل ركن تدريسي وتسجل المعلمة ملاحظاتها الخاصة بالتلاميذ الصغار: سلوكهم – ميولهم وقدراتهم وكل مهارة أتقنها الطفل أو أية ملاحظة جديرة بالاهتمام ترغب المعلمة بمتابعتها في الأيام التالية .تتأكد المعلمة بأنها سجلت اسم الطفل والتاريخ على كل إنتاج قام به من أعمال أو رسوم إن حفظ اسم الطفل على إنتاجه يساعدها في المحافظة على رسوم وإنتاج كل طفل حسب تسلسل ت=التواريخ ويمكنها من مقارنة وتحليل التطور والتغيير الذي يمر به التلاميذ الصغار عند فحص قدراتهم وميولهم .



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©