fشعبة الأداب و فلسفة
الموضوع : مقال فلسفي
نص المقال: (( إن الديمقراطية هي أفضل الأنظمة السياسية )) دافع عن هذه الأطروحة.
الشرح طريقة : استقصاء بالوضع
طرح الشرح طريقة حل مشكلة: مما لاشك فيه أن الإنسان لا يمكن أن يعيش منعزلا ، بل لابد أن ينشأ مع الآخرين ، غير أن الوجود مع الآخرين يستلزم وجود علاقات معهم ، وعلى هذا فقد وضع الإنسان قواعد تحدد شرح كيفية التعامل والتعايش وحدد الحقوق والواجبات مزلية بعبارة أخرى وضع نظاما يحدد هذه العلاقات ويبين شرح طريقة استعمالها ويتمثل هذا النظام في الدولة، والدولة كالأسرة تحتاج إلى تنظيم وضبط وقواعد تحكمها، وسلطة تشرف على شؤونها حتى تستقر وتضمن استمرارها وتحافظ على مكانتها، وتصون كيانها ووجودها، لهذا أوجدت أنظمة حكم كثيرة لأجل تسيير وتنظيم الدولة تحت غطاء السلطة التي تعد الجهة الرسمية التي تمثل وجود الدولة وتثبت كيانها، فهناك رأي شائع يعتقد ان افضل نظام سياسي هو الحكم الفردي و هناك من سار في اتجاه معاكس و أكد ان أفضل نظام سياسي هو النظام الديمقراطي و اذا تقرر لدينا ان الديمقراطية هي أفضل نظام سياسي أطروحة صحيحة فشرح كيف يتسنى لنا الدفاع عن هذا الرأي و تبريره ؟ شرح كيف يتسنى لنا الدفاع عن الأطروحة القائلة أن النظام الديمقراطي يعتبر من أفضل الأنظمة السياسية ؟وما هي الحجج والأدلة التي تثبت صدق ذلك ؟
محاولة حل الشرح طريقة حل مشكلة:
عرض منطق الأطروحة: النظام الديمقراطي هو كل نظام سياسي يعتبر إرادة الشعب مصدرا لسلطة الحكام، والديمقراطية DEMOCRACY من الناحية الاشتقاقية هي كلمة يونانية الأصل تتكون من لفظين هما : ديموس ( Demos ) أي الشعب و كراتوس ( Kratos ) أي السلطة أو الحكومة ومعناها سلطة الشعب أو حكم الشعب. والديمقراطية تعد من أصعب الأنظمة تحقيقا، حيث قال الفيلسوف الفرنسي " مونتيسكيو" : (( الديمقراطية أصعب النظم تحقيقا لأنها تتأرجوا طلب وجود الفضيلة التي هي شعور بمسؤولية كل واحد أمام الجميع ))، فالديمقراطية هي أصعب الأنظمة السياسية تحقيقا، وأفضلها في نفس الوقت، لأنها تحرك جوانب مسؤولية الحاكم تجاه المحكوم حيث يشعر الأول برقابة الثاني، ويشعر الثاني بأهمية الأول، ولهذا يعطي أهمية كبيرة لخياراته الانتخابية، كما أن الديمقراطية تجعل الشعب يحكم نفسه بنفسه عن طريق منتخبيه في المجالس النيابية فيشارك في الحكم دون أن يمتطي كرسي الحكم. والديمقراطية هي النظام الذي يرجع السلطة أو مصدرها إلى الإرادة العامة للشعب. و النظام الديمقراطي في تطبيقه تجسد في مظهرين الأول الديمقراطية السياسية مع النظام اللبرالي وتقوم على تمجيد الحرية في أربع مستويات الحرية السياسية و الحرية الاقتصادية و الحرية الفكرية و الحرية الشخصية آما المظهر الثاني الديمقراطية الاجتماعية مع النظام الاشتراكي وتقوم على المساواة
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية : يبقى النظام الديمقراطي أفضل الأنظمة،يري هنري ميشال ان فكرة الحرية هي التي تمثل الصدارة في إيديولوجية الديمقراطية) لأن الديمقراطية تضمن الاستقرار، بما أنها تفتح المجال للتعددية والمشاركة المتنوعة لمختلف التشكيلات السياسية، ويكون فيها البقاء للأفضل، كما أنها تشعر المواطن أنه مسؤول عن خياره في اختيار من يحكمه، ويقود زمام أموره. حرية تكوين الاحزاب و الجمعيات وحرية التعبير و الصحافة وليس هناك نظام أفضل من الديمقراطية في تحرير الشعوب من قيود الطغيان والديكتاتورية، فهي تمثل محيط واسع للحريات المتنوعة من حرية الرأي وحرية التعبير والصحافة، وحرية الاعتقاد والدين، فغياب الديمقراطية يعني قتل تلك المظاهر التي تقترن بمصير حياة الإنسان وفكره، الفكر الذي يبحث شامل دائما عن فضاء الحرية لممارسة نشاطه بكل إبداع بعيدا عن كل القيود والمضايقات.هذا بالنسبة للديمقراطية السياسية
اما بالنسبة للديمقراطية الاجتماعية باعتبارها وسيلة للقضاء على الاستغلال وتدعوا الى تحقيق العدالة الاجتماعية وهذا ما نادى به كارل ماركس و انجلز فهي تنادي بإشباع الحاجات الأساسية و مقاومة الاستغلال وتحقيق مبدا تكافؤ الفرص وتكريس العدالة الاجتماعية
عرض خصوم الاطروحةونقدهم: يرى بعض المفكرين والفلاسفة ان أفضل أنظمة الحكم السياسي هو
الحكم الفردي المطلق هو أول مظهر من مظاهر السلطة ،ويعود ظهوره الى العهد اليوناني او قبله بقليل ، ويعتبر "هوبز" من أبرز الفلاسفة الذين برروه على نحو فلسفي ضرورة الحكم المطلق ، باعتبار أن البشرية مرة بمرحلتين من الحياة الاجتماعية الأولى طبيعية خالية من السلطة "حياة فوضى " والثانية وجود السلطة باتفاق جميع الأفراد على التنازل عن كل ممتلكاتهم وحقوقهم للحاكم مقابل حمايتهم ، وان كل ما يصدر عن الحاكم ليس ظلما باعتبار ان العدل والظلم هما ما يقرر هما الحاكم و نجده في أنظمة الحكم الديني والذي كان يعتقد فيه الشعب ان الحاكم ذو طبيعة الالهية وان إرادته إرادة الالهية عليا وفي هذا يقول بوليس" ان كل سلطة مصدرها لإرادة الإلهية ومن ثمة تكون سلطة الحاكم ملزم لأنه منفذ لإرادة الله"،ولقد تطور مفهوم هذا الحكم إلى ان أصبح الاعتقاد بان الله هو من اختار الحاكم وجعله خليفة ليمارس السلطة باسمه في الارض .هذا إضافة الى أنظمة الحكم الفردي المطلق نجد الحكم الاستبدادي والذي هو نوع من انواع الحكم المطلق ، والذي ينفرد فيه الحاكم بالسلطة ، ويتولى وضع القوانين التي يلزم الافراد بالخضوع لها دون الخضوع هو لها ، وخضوع الشعب له خضوع مطلق ،وهذا اضافة الى الحكم الوراثي وذي يتولى فيها السلطة اجيال من عائلة ملكية واحدة بالوراثة ،اي لا يخرج من نطاق الاسرة الواحدة ،وكان في بدايته الاولى يحمل نفس مبادئ الحكم الاستبدادي ولكنه تطور مفهومه ابتدا من العصر الحديث حيث تعددة الحزاب و اصبح الشعب بشرح طريقة غير مباشرة يشارك في الامور السياسية داخل الدولة .
النقد لكن العنف لا يولد إلا العنف، فالأنظمة الديكتاتورية التي تبنى على دماء الأبرياء، وعقول المفكرين المعارضين لا يمكن أن تستمر في النمو بقدر ما يكون مآلها الزوال والاندثار وعدم الاستمرار، فهل هناك نظام ديكتاتوري لا يتخبط بأمراض العصيان المدني يوميا؟ هل هناك من الأنظمة الديكتاتورية من يعيش الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، وتكون فيه علاقة الحاكم بالمحكوم مقبولة ومبنية على المحبة وقبول الثاني بالأول؟ إن ما نشاهده على أرض الواقع هو أن الشعوب التي تعيش تحت القهر شعوب تنتظر فقط من يشعل فتيل التمرد فيها لتنفجر.فهذا الحكم يفقد مصداقيته ومشروعيته لكونه لا يلتزم بالمعايير الأخلاق والسلطة تأخذ من قوة خارج الأفراد فالعلاقة بين الحاكم و المحكوم تقوم على أساس الظلم و القهر وهذا ما كان سائدا في العيد من الديكتاتوريات الحديثة الفاشية و النازية
حل الشرح طريقة حل مشكلة: في الأخير يمكن أن نؤكد أن الديمقراطية تعتبر نظام العصر، فكل الشعوب تحارب من أجل تكريسها على أرض الواقع، وكل الشعوب المقهورة تتمنى لو تعيش حلمها، بنظام ديمقراطي يضمن حريتها ويحقق طموحاتها، في حرية الرأي والتعبير وفي تشكيل الأحزاب والجمعيات، وفي تحقيق العدالة الاجتماعية، وذلك عن طريق تكافؤ الفرص ومحو الفوارق الطبقية بين الناس وإزالة الفقر والبؤس عن الطبقة العاملة التي هي مصدر الإنتاج والثروة في المجتمع وبالتالي الأطروحة القائلة (( إن الديمقراطية هي أفضل الأنظمة السياسية )) صحيحة وصادقة ويمكن الأخذ بها وتبنيها .
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©